مشاعر و خواطر مجنونة : June 2022

Ads

Wednesday, June 1, 2022

فى بيتنا مريض زهايمر

اليوم المائة وسبعون

فى بيتنا مريض زهايمر 


 يمكن يكون أغلبنا مع اللى بيحصل حوالينا من حرب بين روسيا وأوكرانيا واللى بطبيعة الحال أدى إلى تأثر دول كتير إقتصاديا وارتفاع أسعار هستيري، وطبعا ارتفاع أسعار يعنى تمشى فى الشارع عادى وتلاقى ناس بتكلم نفسها عادى جدا، غير وباء بقاله اكتر من سنتين مش راضى يمشى ووباء جاى فى السكة (جدرى القرود) ولا ميجيش .. براحته بقى، ما احنا خلاص اتعودنا .  وما بين كل دا بتحاول وتعافر علشان تسرق حتى لحظات ممكن تفرح فيها، لأن وسط كل الغلاء دا اكيد اكيد ضحكتنا حتبقى غالية اوى وصعبة، بس فى الحقيقة كل دا مش اصعب من إن يكون فى بيتك مريض زهايمر.  

اخر معرفتى بمرض الزهايمر قبل ما اعيشه، مشاهد لطيفة وكوميدية فى بعض الأفلام أو المسلسلات لحد ناسى شوية حاجات ومش عارف يعبر عن احساسيه فبتطلع منه مواقف كوميديه وكلمات ظريفة تضحك اى حد جنبه، ولكن ومع جزيل الاسف مش دا اللي بيعيشه مريض الزهايمر ولا الناس اللى حواليه، الموضوع اكبر  واعقد واصعب من كدا بكتير.  الموضوع إن بيكون في بيت واحد فيه حامل المرض وباقى الناس اللى حواليه عايشين حياة جحيمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى قاسي، حياة منعدمة وخاصة إذا كان الشخص دا بيحمل ليهم معزة وحب وتقدير.  

باختصار علشان نفهم المرض، هو أن مخ المريض بيتآكل مع الوقت، وعلى مراحل مختلفة من المرض ممكن تعدى على المريض بسرعة أو يمر المريض بها خلال فترة زمنية طويلة، وبتختلف أعراضه من مريض للتانى، يعنى ممكن تلاقى مريض زهايمر بيتحرك ويتكلم عادى بس مش فاكر الأحداث الجديدة وفاكر كويس جداً الأحداث القديمة فى حياته، ومريض تانى بيصرخ وبيجرى وبيضرب اى حد يحاول يكلمه او يساعده فى اى شىء، وممكن تلاقى مريض تانى ساكت ومش بيتكلم وسرحان طول الوقت، مريض اخر ممكن يكون عارف كل حاجة بس مش عارف بيتهم، واحد تانى طريح الفراش ومش بيتحرك حتى، وانواع تانية كتير انا بس بحاول اختصر عليك واقولك مريض الزهايمر مش شخص بيضحك بالعكس دا شخص ممكن معاشرتك ليه تخلى قلبك ينزف حرقة عليه فى اليوم آلاف المرات.  ناهيك بقى إذا كان الشخص اللى ربنا اختاره بالمرض دا كان قبل مرضه حد خدوم، طيب القلب والعطاء يجرى فى شرايينه كما يجرى الدم بها، كان يلتف حوله الكثير والكثير من الناس، اللى عايز مصلحة، اللى عايزة استشارة، اللى عايز اى حاجة كان أول شخص يجي فى دماغ الشخص اللى محتاج حاجة هو الشخص المريض دا، وكان طبعا بيخدم الناس بحب وحنان وبمنتهى السماحة اللى خلقها ربنا. وفجأة وبدون اى مقدمات وعند المرض بنعرف كلنا الحلو من الوحش، علشان نعرف أن الوحش كتييييييييير اوى والحلو قليل جدا او يمكن مفيش أصلا " إلا من رحم ربى طبعا".

الناس اتحولت فجأة واعتذرات كتير علشان حتى يجيوا يبصوا فى وش مريض الزهايمر، أصله بيصعب عليا اشوفه/ اشوفها كدا.. اصل احنا كبرنا ومينفعش نساعدكم... اصل عندنا اللى مكفينا ومش حنعرف نكون جنبكم فى المحنة دى.. اصل هوا / هى زى الفل ومش تعبانين أصلا .. اصل لما بنشوفه مبيعرفناش.. أصله عصبى.. أصله ساكت وهادى ... اى كلام ... المهم نقطع أى صلة بينا وبين مريض الزهايمر أو المرافقين أو المرافق له، بس احنا بندعي لكم متقلقوش. 

وعن احساس المرافق لمريض الزهايمر " اللى بيضحك دايما فى الأفلام دا"، دا بقى اكتر شخص بيشوف العذاب كله، انت متخيل أن فيه شخص بحجم إنسان طبيعى مش بيبى يعنى معتمد على حضرتك فى كل حاجة، لأ زود على كدا إن الشخص دا للاسف مش بيتطور فى مهاراته العقلية والفكرية زى الطفل، إنما للأسف أنه كل ما الوقت بيمر عليه بيتأخر وحالته بتسوء اكتر واكتر، متخيل بقى أن انت لازم تساعده فى لبسه واكله وشربه واستحمامه وعنايته الشخصية وحتى استخدامه للحمام و أى حاجة انت ممكن تعملها لنفسك انت بتعملها ليه ... متخيل انت محتاج مجهود بدني وعقلى اد ايه؟؟ طيب انت متخيل انك بعد كل دا انك متنامش حتى أو تفرد جسمك ساعة... اه والله زى ما بقولك كدا، لأن فى معظم حالات الزهايمر .. المريض بيكون فى حالة يقظة ليلية لانه بيخاف من الظلام أو من النوم حتى لو انت جنبه وبتطمنه طول الوقت، ممكن يفضل يصرخ زى الاطفال طول الليل ويضرب فيك لانه خايف.. متخيل حجم التعب، ومطالب منك انك تعيش حياة طبيعية وتروح شغلك مثلا وتتعامل مع كافة الضغوط اللى بتواجهها فى شغلك وللاسف محدش حيتفهم انت عايش فى ايه، وتلاقى اللى حواليك فى شغلك لو انت ربنا كارمك رغم ظروفك دى ومخلص فى شغلك وناجح شويتين، حتلاقيهم نازلين فيك اسفنة وزحلايق وعمالين يحطوا عليك على الرغم أنهم ممكن يكونوا عارفين الظروف والوضع اللى انت فيه، بس حتقول ايه، إذا كان الناس القريبة بعدوا واتخلوا عنك.. الناس الغرباء حيحسوا بيك يعنى!!!!   بس سبحان الله ورغم كل اللى انت بتشوفه دا، بيكون فى احساس بالرضا جواك ربنا بيحطوا فيك، رضا بقضاء الله وقدره، رضا أن ربنا اختارك انت دون عن البشر كلهم لاختبار وظروف صعبة زى دى، رضا أن كل إلى حواليك باعوك بس ربنا جنبك وحواليك طول الوقت، رضا انك بترضى شخص خدمك طول عمره وجاه دورك انك تخدمه وانك طبعا ترضى ربنا بخدمتك ليه، رضا أن عندك يقين أن مع العسر يسرا، رضا انك تكون شايف الجنة إن شاء الله واللى انت ساعدته بياخدك ليها ويقولك انت كنت فاكرنى وأنا ناسيك .. كنت جنبى لما كل الناس بعدت عنى، كنت عارفنى وانا مش عارفك، كنت بتحاول تبسطنى وتضحكنى وانت بتبكى من جواك دم مش دموع، كنت بتحاول تريحنى وانت اكتر حد تعبان، كنت بتعالجنى وانت لو تعبت ... تعبك دا مش من حقك علشان حتقع ومحدش حياخد بايدك ولا ايدى، كنت بتساعدنى انى اعيش وانت بتموت كل ثانية علشانى، كنت كل حواسى وانت محدش حاسس بيك غير اللى خلقك، دلوقتى حان الوقت انك ترتاح وتبقى جنبى فى حتة من جنتى باذن المولى تعالى.  وفى النهاية  لو انت / انتى فى الإختبار دا اعرف أن "فى بيتنا مريض زهايمر، فى بيتنا رزق وخير من ربنا".

    تحياتى

 ا. هند مراد      

ليه الظالم عايش حياته وأنا بتعذب

  اليوم المائة وواحد وسبعون ليه الظالم عايش حياته وأنا بتعذب   مجرد إني بتكلم فى موضوع الظلم والظالم بحس بجد بغيظ جامد اوى وإني مخنوقة جدا و...