اليوم التاسع والثلاثون
الفتاة الثلاثينة
فى ظاهرة غريبة جدا فى المجتمعات الشرقية، و
هى الحكم على المرأة بعمرها و الظاهرة ديه مش موجودة عند أى حد غيرنا، لان برة
بإختصار كده بيبصوا للعمر ده على إنه مجرد رقم، و سواء كنت راجل أو ست، مبيبقاش فى
فرق خالص و لا بيعملوا إعتبار للكلام ده، و كل يوم عندهم هو يوم جديد مع بداية
جديدة، كمان موضوع تحديد سن و معايير للجواز ديه برده حاجة موجودة عندنا إحنا بس.
طبعا طبعا هو حتبقى حاجة جميلة جدا لو إتجوزت
بدرى و كان عندك ولادك بتعيش معاهم الطفولة و كأنك زيهم، كمان بتبقى قريب من
دماغهم أكتر و حاسس بيهم، بس ده ميمنعش إنك مبتبقاش حكيم كفاية علشان تشيل مسئولية
كبيرة زى تربية أطفال و تأمين مستقبلهم.
وبحكم إن سنك بيكون صغير، كمان الناحية
المادية عندك مبتبقاش مستقرة لإنك مبتكونش لحقت تشيل حاجة و مصروفاتك بتكون كتير.
تعالوا بقى نرجع لموضوعنا الأساسى، إيه اللى
بيحصل لواحدة عندها 30 سنة أو عدت
التلاتين و لسة ما إتجوزتش، أولا بتكون ما بين 4 فئات من الرجالة "
أصغر منها، أو متجوز و عايزة يتسلى، أو واحد ميت و عايز يعيش – واحد مسن مع أعراض
مراهقة متأخرة ، أو ناس من سنها بس شايفاها كبيرة عليها و عانس " طبعا
المجتمع هنا بيفرض عبء و ضغط نفسى على الفتاة الثلاثينة بطريقة مستفزة، مع إن لو
بصينا لمعاملتهم لشاب ثلاثينى بنلاقيهوم عادى جدا و مش فاهمة ليه، يمكن لإن المرأة
بتكون محددة بعمر زمنى للإنجاب، بس المفروض الناس اللى فاهمة و عندها وعى كفاية،
تعرف إن مبدئيا كده موضوع الإنجاب ده ممكن يكون نعمة أو نقمة من المولى سبحانه و
تعالى و فى ناس كتر حوالينا إتجوزوا و فضلوا سنين كتير مبيخلفوش، أو يمكن ميخلفوش
أصلا و ناس تانية ربنا بيرزقهم بخلف يندوموا عليه و خلف غير صالح.
فالمفروض إن الإنجاب ده يكون واحد من أحدى
أهداف الزواج و ليس كلها، و لماذا يلوم المجتمع الفتاة التى تخطت الثلاثين و
يعاقبوها لعدم زواجها و إقترابها من السن التى يصعب أو لا تستطيع الإنجاب به و لا
يلوم الرجل عندما لا يستطيع الإنجاب لأسباب مرضية و لا يلوموه إذا تخطى الخمسين و
لم يتزوج.
الخلاصة إن المفروض أنتى كواحدة فى التلاتين أو عدت التلاتين، و لا يهمك أى حد
و لازم تحسى بفخر إنك إنسانة بتفكر و بتنتقى الإنسان اللى تثق فيه و تشاركه
حياتها، و إستفيدى بكل وقت عندك، إتعلمى حاجات جديدة، لو تقدرى تسافرى سافرى،
إشتغلى و متعدمديش إلا على اللى خلقك و لو جدو و لا واحد فاضى حاول يقرب منك
إهبشيه و حطى كل واحد عند حده و إوعى تستسلمى و لا حد يخليكى تفقدى الثقة فى نفسك،
و لو مش مصدقانى، بصى اللى إتجوزوا حواليكى خدوا إيه! عاملين إزاى إلا من رحم ربي
طبعا.
بجد إنتى لو قدرتى تثبتى نفسك فى السن ده، و تحولى الإحباط اللى
بيجبهولك الناس اللى حواليكى، لنجاحات إنتى كده بتحبطى كل اللى حواليكى، و إعرفى
إن الجواز ده مش دليل على نجاح أو فشل و إنما هو إختيارك لإنسان يشاركك الحياة، و
الإنسان ده لو مكنش يستحقك فصدقينى إنتى كده مرتاحة و أشكرى ربنا و إعرفى إن كل
حاجة مكتوبة فى كتاب عنده سبحانه و تعالى.
تحياتى
هند مراد
No comments:
Post a Comment