اليوم التسعون
الظلم
كم نقسى على أنفسنا بعض الأحيان، عندما نرضى
بظلم قد وقع فوق عاقتنا و إرتضينا به، و لكن ما البديل، هل الإنتقام سنحصل به على
إنصاف لنا، أم نترك الأمر برمته و نجلس فى إنتظار المولى عز و جل ليثأر لنا، و يرنا
فى من ظلمنا ما قد فعله بنا.
إن الشعور بالظلم و القهر الداخلى، هو شعور
مؤلم و خاصة إن لم تكن قد أذيت أحد. و لكن
لابد أن تكون فى قناعة نفسك مقتنع أن الله يضعك فى بعض المواقف و الأزمات لسبب،
ربما تجهل أنت السبب أو تعلمه بعد قليل أو لا تعلمه، و لكن سبحانه و تعالى لا
يضعنا فى أمراً إلا لسبب يكون فيه خيرا لنا.
و لكن كيف نتصرف عندما يقع علينا ظلما من أحد
ما، فمثلا ماذا سيفعل موظف يجتهد و يجتهد و يبذل قصارى جهده من أجل العمل، و غيره
من الزملاء لا يبالى و إن تفجرت الشركة و تقطع أصحابها إرباً، و لكن نجد أن أصحاب
العمل يفضلون من هو يأتى للعمل كل يوم ليمرح و يلهو و يضيع وقته و وقت غيره دون
مغزى عن الشخص الذى يتقى المولى سبحانه و تعالى فى رزقه، كيف سيتصرف الإنسان
المظلوم فى هذا الموقف، حيث أن أصحاب العمل أصبحوا يجيدون من يرموا أعباء و مشاق
العمل و يسالوه دون غيره لأن عيبه الوحيد
هو إجتهاده و إخلاصه له، و إتقائه لربه فى المقام الأول، هل يتصرف الإنسان
المظلوم كما يتصرف الاخرون، هل يترك العمل و يبحث عن عمل اخر، هل يتحدث مع صاحب
العمل على الرغم من تأكده أنه على دراية بكل كبيرة و صغيرة فى شركته.
النصيحة هنا، أن لا يتفوه بكلمة لأحد و يعمل
ما يقدم له و يقدمه على أكمل أوجه و كما يرضى الله و ليس حتى كما يرضى أصحاب
العمل، و هذه الخلاصة و ما رأيته على مر السنين، أن الظلم نهايته سوداء دائما و
أبدا و أن صبر الإنسان المبتلى بالظلم يأجره الله عليه أجرا لو علمه المظلوم لطلب
يصبر أكثر و أكثر لأن بعد الشدة فرج و خير سينعم به الله على الإنسان المظلوم.
و كم من شركات و دول كانت تظلم و تبنى نفسها
على أساس ظالم فاسد، فظلت تعلو و ترتفع فى عنان السماء و يأتى إنتقام المولى
سبحانه و تعالى و تجدها تنهار بكل ظالم فيها و تهوى ، و يرى الله المظلوم الإنتقام
و يتعجب لقدرته، و تراه أيضا يمن عليه بعطاء و خير لم يكن حتى يأتى بمخيلته، لصبره
على الأذى و الظلم الذى وقع عليه و لإعتماده على إنتقامه وحده و ذلك ليس لضعفه و
إنما لثقته الكبيرة فى ربه.
و لكم أتعجب لقوله تعالى و لا نزد الظالمين
إلا ضلالا، فترى الظالم يتباهى بظلمه و يظن أن كل ما يفعله تجاه المظلومين ليس له
إنتقام و يظل فى ضلاله، إلى أن يأتى إنتقام المولى عز و جل، فلو علم الظالم إنتقام
ربه لتمنى ان يكون مظلوما دائما و أبدا.
اللهم يا سامع لكل شكوى ندعوك دعاء الغريب.. الغريق.. المضطر..
المظلوم اكشف ما بنا وتداركنا.. فإنا نلوذ بك فعليك كل إعتمادنا واليك قرارنا..
ومنك انتصارنا.. نتوسل اليك أن تفرج عنا ما أمسينا فيه وما أصبحنا عليه حتى لا نخاف
غيرك، واحفظنا حال لا إله إلا أنت، سبحانك تعظيما لوجهك.. اصرف اللهم عنا شر
عبادك.. وهب لنا أمنك وحمايتك.. ولطفك وكرمك وإحسانك.. وارفع مقامنا.. وفرج كربنا..
يا من إذا أراد شيئا فحسبه يقول له كن فيكون..
تحياتى
هند مراد
No comments:
Post a Comment