اليوم المائة و الثالث و ثلاثون
الإختلاف فى الرأى يفسد للود كل قضية
مساء الفل عليكم، موضوع النهاردة عن إزاى الاختلاف بيفسد للود كل قضية، جربت حضرتك تختلف مع حد اختلاف قهرى، اللى هو يعنى لو الكلام رايح فى ناحية، تروح انت فى ناحية مخالفة تماما، جربت بعدها قد ايه اللى قدامك ممكن يمسك فى زمارة رقبتك و إزاى بيعلى صوته عليك و يطبلطج و كان انت قتلتله حد من قرايبه.
مع شديد الاسف، نحن نمتاز و بشدة بالمقاطعة و عدم
الاستماع للطرف الآخر، و اوحدية الرأى و على الرغم من ذلك نطالب مرارا و أبدا بحرية التعبير عن الرأى و احترام الاخر.
طيب إيه التناقض ده، ازاى اعبر عن رأى و حضرتك عمال تقاطعنى، ازاى يبقى فى حرية و انت مقيدنى بكلام على مزاجك انت بس، بكلام لازم يعجبك علشان تسمعه، غير كده انت مبتسمعش، غير كده أنت مش هنا و مش عايز تبقى هنا.
على فكرة مش شرط خالص انك تكون موافقنى فى الرأى علشان نكون قريبين من بعض، يعنى ممكن تكون حضرتك مختلف عن طريقة تفكيرى و عن رأى بس فى نفس الوقت احنا صحاب، لكن اللى بيحصل هنا انا شايفاه غريب صراحة، يعنى لو واحدة متجوزة واحد و اكتشفت بعد الجواز انه مثلا مش مرتاح لصحابها، بتقوم الدنيا و متعدش و إزاى أن جوزها مش بيحب صحابها و كأن فرض عليه أنه يبقى بيحب كل حاجة هى بتحبها، و لا لو مدير فى الشغل واحد عمال يتمحلسله و يوافقه على كل كلمة يقولها أو نفس يتنفسه، و واحد تانى بيعترض على قراراته و دايما يتجادل معاه و ينصحه و يشاركه برايه، فتلاقى أن اللى بيترقى هو الإنسان المحلوس، مش الإنسان اللى بيبدى رأيه بمنتهى الشفافية.
و كاننا مينفعش خالص نختلف، مع أن سبحان الله ربنا خلقنا كده، مختلفين فى اشكالنا و طباعنا و عوايدنا، بس الحقيقة و الواقع أننا مبنعرفش نعيش مع اختلافتنا دى، و دايما بنرتاح للى شبهنا، بس ده مش صح، احنا لازم نحترم اختلاف بعض و نتعايش معاه، لازم نتعلم نسمع بعض، ناخد و ندى، الحياة أصلها كده، "و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا"، يعنى لما تلاقى حد مختلف معاك فى الرأى مش حتخسر حاجة لما تسمع وجهة نظر الآخر، ده حقه عليك على فكرة، مش حتخسر حاجة لو اديته فرصة انه يعبر عن نفسه و يحس انك محترمه، مينفعش تفضل تتكلم و تتكلم و لازم اللى قدام يقول امين، اتعلم انك تحترم الاختلاف و درب نفسك على كده. و تعرفوا حاجة، أن الاختلاف بيولد الابتكار، يعنى لما بتسمع غيرك و تاخد برايه، الموضوع ده بيوسع افقك و يزود مداركك و يخليك منفتح على العالم بشكل أفضل.
الخلاصة، جميل أننا نلاقى حد شبهنا و رأيه زينا، بس الاحلى و الاجمل أننا نعيش و نحترم حد مختلف عننا و مش شبهنا، نسمعه، نتعلم منه، نحتويه، الدنيا مش مستاهلة أننا نضيع طاقتنا فى مناهدة و شد مع أى حد لمجرد أنه مش على هوانا، و لو عملنا كده، يبقى فعلا الاختلاف لا يفسد للود قضية.
تحياتى
هند مراد
No comments:
Post a Comment