اليوم المائة و ثلاثة و أربعون
نفسى إتسدت
فى يومك الجميل و إنت بتبديه، بيحصلك حاجات
كتير أوى و بتشوف ناس و أحداث و مؤثرات صوتية كمان، يعنى لو إنت حتى شخص بسيط، فيومك
بيبتدى إنك بتصحى من النوم تشرب أو تاكل حاجة و تصلى و بعدين تنزل، و هنا تبدأ
رحلة المعاناة اليومية سواء بعربيتك أو مواصلات، شتيمة و زحمة و محدش طايق نفسه
لحد ما بتلاقى ننفسك و الحمد لله وصلت الشغل و هنا يبدأ صراع من نوع اخر، ناس
بتشتغل بكل طاقة عندها و ناس ربنا يسهلها بجد، قاعدة مورهاش غير مين عمل إيه و
عمالين يقطعوا فى فروة بعض و للأسف بتلاقى النوع نقال الكلام ده هو اللى بيحتل
المراكز الأولى فى معظم الشركات، مع إنه و لا هو كفؤ و لا يفقه أى شىء على
المستوى المهنى إلا التجول ما بين مكاتب الشركة و تداول الشائعات من هنا و
هناك.
و لو إنت إنسان عندك ضمير و محترم حيحصلك شىء يسمى سدة النفس، إيه بقى سدة النفس دى؟
ده حضرتك عبارة عن شعور ينتابك عندما تشعر
أنك غير مقدر و بعد عدة إنجازات ورا بعضها، تشعر أنه و كأنك لم تفعل شيئا أبدا إما
لان مدير حضرتك سرق ما قمت أنت بعمله وتعبت فيه أو لأن ممكن جدا مدير حضرتك أصلا
ما وصلش شغلك لفوق، او جاتلك سدة نفس دى من كتر ما إنت تعبان و عايز تقدم أحسن ما
عندك علشان عندك ضمير و إخلاص لشغلك و تلاقى اللى بيترقى و يعلى هما واحد أو واحدة
ملهمش أى لازمة، فحتلاقى نفسك حضرتك كده عندك سدة نفس عن كل حاجة، بتنام كتير و
تاكل اكتر، مش عايز تخرج و قافل على نفسك، بتروح الشغل و رجلك تقيلة أوى أوى و
ملكش مزاج تشتغل أو بتشتغل من غير نفس، اللى هو بتعمل اللى عليك و خلاص.
طيب إيه الحل لما تحس إن نفسك إتسدت عن اللى
إنت بتعمله، وعلى فكرة الكلام ده مش بس للناس اللى بتشتغل، يعنى ممكن سدة
النفس دى تحصل لواحدة متجوزة و مش حاسة بأى تقدير سواء من جوزها أو من ولادها و
كأن المجهود اللى هى بتعمله معاهم ده فرض وواجب عليها و تعبها بيفضل غير مقدر لما
لانهاية.
أولا لازم نعترف كلنا بحاجة أن الإفراط فى أى
حاجة ده مش صح، يعنى لما تفرط فى إهتمام، لما تفرط فى عطاء، لما تفرط فى إخلاص، و
هكذا.
يبقى حضرتك أول حاجة تعملها تبطل العبط بتاع
سيادتك ده و تدى كل حاجة على قدها، يعنى لو أنت مخلص بزيادة فى شغلك و غير مقدر،
إرجع خطوة لورا و إشتغل على قدك و متجيش على صحتك و أعصابك علشان كل اللى إنت
بتعمله ده على الفاضى و إنت بتخسر فيه مش بتكسب.
و لو إنتى بتعملى مجهود مع ولادك و زوجك و
هما مش مقدرين تعبك، إرجعى خطوة لورا و خليهم يعتمدوا على نفسهم شوية، و إتفرجى، و
صدقينى هما كده حيحسوا بقيمتك و بقيمة اللى بتعمليه علشانهم، علشان هما حيبتدوا
يعملوه بإيدهم و حيحسووا بالتعب اللى إنتى بتتعبيه معاهم.
ثانى حاجة حضرتك محتاجة تغيير، لازم تعملى
حاجة جديدة، روحى لونى شعرك أو إشترى حاجة جديدة لنفسك، إهتمى بيكى إنتى..إنتى و
بس، حسى بشوية أنانية، صدقينى الإحساس ده حلو أوى بعد سدة النفس،إشترى برفان،
ورد، شيكولاتة، لبس جديد، ساعة حلوة، حلق حلو، بس أهم حاجة أشعرى بنفسك و حبيها و
متفكريش فى أى حد أو حاجة غيرك، إخرجى مع نفس يوم، شمى هوا نضيف، كلى حاجة
بتحبيها، إعملى حاجة ليكى.. صدقينى حتحسى بفرق عظيم.
ثالثا واجه الموقف، يعنى لو نفسك مسدودة من
حاجة معينة و إنت طلعت نفسك من المود بس فى النهاية سبب القرف لسة موجود، فاحسن
حاجة بعد ما تفصل و تخرج عن المود شوية إنك تواجه اللى سد نفسك و تتكلم معاه و
تعرفه إنه بقى سبب فى قرفك و تحاول تلاقى حلول علشان متضغطش على نفسك و على أعصابك
أكتر.
الخلاصة، مع الظروف اللى إحنا بنعيشها
اليومين الحلوين دول و مع ضغوط الحياة اليومية، إوعى تنجرف و تمشى مع التيار و
تنسى نفسك، و لازم تبتقى أنانى شوية و تفكر فى نفسك و لو بحاجات بسيطة، و إعرف إن
كل شعور بتحس بيه حتى لو طول شوية إنما هو شعور مؤقت، و إن أكيد بعد كل حاجة وحشة
حتشوفها فى حاجة حلوة مستنياك.
تحياتى
هند مراد