
اليوم المائة و أربعة و أربعون
النقص
مساء الخير عليكم جميعا و يارب ليلة سعيدة
علينا و عليكم إن شاء الله، موضوع النهاردة عن حاجة لو قدرنا نفهمها فى شخصية اللى
قدمانا حتسهل علينا حاجات كتير، و حتخلينا كمان نقدر نتعامل مع الشخصيات المعقدة،
اللى هى الشخصيات اللى بتبان إنها صعبة فى التعامل معاها أو الشخصيات اللى ممكن
يكون فى ظاهرها صعبة و حازمة و مخيفة و فى باطنها بلح.
تعالوا كده ناخد مثال صغير علشان نفهم مع بعض
أنا قصدى إيه، واحد فى الشغل عنده مدير بيبان له صعب أوى و حازم، صاحبنا كل ما يجى
يروح أو يستأذن علشان مراته عيانة أو أمه تعبانة أو حد من عيلته فيه حاجة، يرفض
المدير و بشدة و يمكن يقفش عليه و يزعق جامد، و كل مرة بيحصل كده لحد ما صاحبنا ده
بقى بيجى على نفسه و يستحمل، على الرغم من إن كل مرة بيفضل قاعد لأن المدير مثلا
قاله فى إجتماع أو حاجة مهمة، و يفضل الموظف الغلبان قاعد مستنى الحاجة المهمة أو يحضر الإجتماع و يلاقى نفسه فى الاخر إنه قعد
و ضيع وقت على الفاضى، لإن الإجتماع بيكون فى هرى و كلام فاضى، و اللى عامله عايز
يحسس اللى حواليه إنه مدير مهم و بيقول درر، و لو حضرتك فتشت ورا المديرين اللى من
النوع ده حتقدر تكتشف موطن الضعف و النقص فى شخصيتهم، فمثلا المدير صاحبنا ده ممكن
يكون عنده خلافات عائلية مثلاً و مش عايز يروح بدرى و علشان كده عمل نفسه قوى و
مسيطر على حد فى مركز أضعف منه، و ده نوع من أنواع النقص بعيد عنكم و عن السامعين.
و فى نوع بقى بيطلع النقص اللى عنده على
مراته مثلا، زى مثال الموظف اللى مديره طلع نقصه عليه و خلاه يقعد يحضر إجتماع
ملوش أى لازمة، تلاقى الموظف ده حس بأنه ضعيف قدام مديره و عايز يثبت من جواه إنه
قوى و إنه متهزش من الحركة النص كم اللى مديره عملها فيه، فتلاقيه أول ما يوصل
البيت، يفضل يتخانق مع مراته و يزعق جامد إن الأكل بارد مثلاً أو إن الأكل مش عاجبه،
و ده نوع برده من أنواع النقص بعيد عنكم و عن السامعين.
و هنا
بقى تبتدى دايرة النقص تلف، لأن الزوجة اللى جوزها رجع من الشغل علشان يحس
بقوته راح مزعق فيها، هى كمان حتحس إنها
عايزة تثبت لنفسها إنها قوية و محتاجة حد تزعق فيه، فتيجى الست هانم ماسكة الولاد ضرباهم أو مزعقة
فيهم جامد لاى سبب ممكن تخترعه زى مثلاً إنهم معملوش الواجب على الرغم إنهم شغالين
عليه، أو إنهم راميين اللعب فى الأرض مع إنها بقالها أسبوع مرمية فى الأرض أو أى
كلام فارغ المهم إنها تطلع النقص اللى هى حست بيه فى أى حاجة و خلاص علشان تحس
إنها تمام و قوية.
و علشان الدايرة تكمل، يجى الولد أو البنت
اللى مامته زعقت لهم، يمسكوا اللعب بتاعتهم و هات يا ضرب فيها، علشان يثبتوا
لنفسهم إنهم تمام و زى الفل، أو يستنوا لحد ما يروحوا المدرسة تانى يوم و يمسكوا
زمايلهم و يضربوهم، المهم يشيلوا فكرة إنهم ضعاف من دماغهم و يطلعوا النقص اللى
حسوا بيه على حد أضعف منهم.
علشان كده، دايما لما تلاقى حد بيتصرف بطريقة
مش طبيعية و خارجة عن المألوف، إفهم الموقف الأول و الأسباب و الدوافع اللى خلته
يتصرف بطريقة عدوانية، و حاول متديش حاجات أو ناس أكبر من حجمها، لان إحنا عايشين
فى دنيا مش فى غابة، يعنى لو كان موضوع تسلط المدير على موظفه وقف عند الموظف و
الموظف مطلعش عقده على مراته، شكل اليوم حيبقى أحلى و شكل العلاقات الإنسانية كمان
حيبقى أحلى، و ولادنا كمان حيتعلموا منا الحاجات الحلوة و حنكون قدوة ليهم بجد.
يعنى ببساطة كده لو إنت مجبر تتعامل مع إنسان
ناقص لظرف ما، يبقى إعرف من جواك إن هو اللى عنده مشكلة، مش حضرتك، و إعرف كمان
إنه هو اللى مريض نفسيا مش إنت و متنزلش مستواك ليه، فكر كده معايا، لو إنت بتزور
واحد فى مستشفى المجانين و جه مجنون جنب ودنك و قالك يا أهبل، هل ممكن تزعل علشان
كده؟ أكيد لا ، يبقى لما تقابل واحد ناقص عامله زى أخونا المجنون ده بالضبط، و
أدعيله إنه ربنا يشفيه و يزيح عنه.
تحياتى
هند مراد
No comments:
Post a Comment