اليوم المائة و الثامن و الخمسون
لا تيأس
الحياة مش دايما بتكون زى توقعاتنا، يعنى ممكن اوى تكون مخطط لحياتك بشكل معين و لكن يشأ المولى عز و جل أن يغير ما كنت تخطط له، سوف تصدم فى البداية و تضرب كف على الاخر و تذهل لان كل شىء كان مخطط منك و بدقة شديدة.
يعنى مثلاً واحد راح يخطب واحدة و كان فرحان بيها جدا، لأنها ببساطة كده فيها كل ما يتمنى، ادب و علم و اخلاق و كل ما كان بيحلم به هذا الشاب، وجده و بشدة فى هذه الفتاة، و أخذ يخطط بعد الارتباط بها لحياتهم المستقبلية، من شكل المسكن الذى سوف يقيمون به، شكل الأثاث و الستائر و التليفزيون و الثلاجة وجميع الكماليات التى سوف يحتاجون لها، و أبعد من ذلك أيضا، فقد رسم ذلك الشاب شكل الحياة فى ذلك المسكن و الأطفال المستقبلية التى سوف يمن الله بها عليهما، واسماء هؤلاء الاطفال، و تخصصاتهم كمان، مين من الولاد حيدخل كلية ايه. و فجأة و بدون اي مقدمات، يستيقظ ذلك الشاب على مكالمة تليفونية من زوجته المستقبلية لتقول له انها لم تكن تحبه و أنها لا تتخيل العيش معه و أنها تريده أن يبعد عنها، تعلم كم الالم الذى يشعر به ذلك الشاب، كم الإحباط الذى يشعر به عند مواجهته لهذا الموقف، كم السخرية التى سوف يتعرض لها حتى من اقرب الناس له.
و لو جينا لموقف تانى، شابة بتحلم يكون عندها بزينس خاص بيها، يمكن حلمها كان بيمشى معاها و هى فى المدرسة، و فضل يكبر وياها لحد ما راحت الكلية، و كل ما يكون معاها مبلغ حتى لو بسيط، بتشيله على جنب علشان حلمها اللى مصدقة فيه، و عمالة تستغني عن حاجات كتير ممكن أى بنت فى سنها تحبها، ازازة برفان حلوة، روج جميل، خروجة مع صحب او تجمع حلو مع اهل، أكلة جميلة مع ناس فى سنها، كل ده مش فارق معاها، هى شايفة حاجة واحدة، شايفة حلمها، أن يكون عندها مشروع أو بزنيس بتاعها هى، هى اللى عاملاه بتعبها و شقاها، بحرمانها من كل حاجة حلوة كان نفسها فيها، علشان تعمل حاجة باسمها هى، و كبرت البنوتة الحلوة و عملت الفلوس اللي تخليها تعمل البزنيس اللى نفسها فيه، بتحلم بيه من زمان. و فجاة، و هى لسة بتبتدى، بتنتهى و بتقع و بتخسر كل حاجة كانت بتعملها و تعبت فيها و بيتكسر حلم جميل جواها، احساس مؤلم أوى، أن خاطرك يتكسر اوى كده، حلم سنين بيروح فى غمصة عين.
يمكن الشاب أو الفتاة اللى اتكلمنا عليهم مكسورين الخاطر، و مهما اكتب فى كلام و حكايات عن كم الالم و اليأس اللى ممكن يكونوا حسوا بيه، مش حعرف اوصف و بدقة الأحاسيس دى. بس تعالوا نبص للألم ده بشكل تانى، يعنى احنا كل حاجة بنعملها و بنخططلها و مهما كانت دقتنا فى التخطيط، ربنا بيبقى تخطيطه لحياتنا احسن مننا بكتير، يعنى ممكن تكون حاجة احنا معتقدين أنها افضل اختيار لينا و عمالين نخطط ليها يمين و شمال، ممكن الحاجة دى تكون حاجة مؤذية لينا، أو ممكن تكون حاجة حلوة، بس وقتها مش حلو وحيجى بشر لينا مش بخير و التأخير احسن حل علشان نبعد الأذى عننا، يمكن نكون وقتها مش مستوعبين الكلام ده و الصدمة نكون كبيرة علينا، بس لازم يكون جوانا ايمان كبير لأن ربنا دايما بيختار لينا الأحسن و إن كل ابتلاء ربنا بيجازينا عنه خير، و على قد صبرنا وقت الابتلاء، على قد ما الجزاء و الكرم اللى حنشوفه من ربنا.
فلا تيأس و دايما توقع احتمالين و انت بتخطط لأى حاجة، و اعرف ان فى الدنيا اللى احنا فيها دى، مفيهاش حاجة ثابتة، يعنى حط احتمال لفشلك قبل نجاحك، و اعمل اللى عليك اوى و خلى التوفيق باذن الله، و لو موفقتش اوعى تياس، اقع و اقف تانى ، و اعرف ان سر النجاح هو اصرارك على عدم الفشل، يعنى فشلك مرحلة من نجاحك.
و ربنا يوفقنا و اياكم لما فيه الخير
تحياتى
هند مراد