مشاعر و خواطر مجنونة : لماذا يترك الموظفون الأكفاء وظيفتهم

Ads

Monday, October 14, 2019

لماذا يترك الموظفون الأكفاء وظيفتهم



اليوم المائة و سبعة و خمسون

لماذا يترك الموظفون الأكفاء وظيفتهم
قد يحدث أنك تعمل فى مؤسسة لعدة أعوام، و تترقى فيها و تأخذ مكاناً مرموقا بها، و لكنك اليوم و بعد كل هذه سنوات الخبرة بنفس المؤسسة قد تشعر بأنك لا تستطيع العمل فيها بعد، و تشعر بثقل كبير حين تستيقظ صباحاً للذهاب إلى العمل.

هل تغيرت فجأة و أصبحت تكره ما كنت تحبه قبل، أو أن هناك عوامل قد دفعت بك للتغير إلى هذا النحو الذى جعلك تصل إلى هذه الحالة و بعد العديد من السنوات.
فى دراسة أثبت إن حوالى 4 من كل 10 موظفين بيكون سبب إستقالتهم و ترك الوظيفة مدرائهم و رؤسائهم فى العمل، فلو حبينا نحلل النقطة دى كده مع بعض، حنلاقى فعلاً، لو أنا مديرى فى الشغل مثلاً بيرمى عليا مسؤوليات و أعباء كتير عن غيرى من الموظفين، أكيد طبعا حتضايق. كمان لو فى تمييز مادى او معنوى لبعض الموظفين عن دونهم فى العمل، ده بيكون سبب داعى لترك الموظف العمل، غير التحيزات و الأهواء الشخصية لبعض المديرين لبعض الأشخاص دون غيرهم و لأسباب شخصية بحتة و بعيدة خالص عن مدى كفاءة الموظف فى العمل.

فمن الاخر كده لو المدير مش عادل و مش بيعرف يفصل الحاجات الشخصية عن حاجات الشغل، يبقى ده حيسبب إن أى موظف كفؤ تحت إدارته حيسيبه و يمشى.
ممكن كمان من أسباب ترك الموظف للعمل، الطموح، يعنى الوظيفة اللى فيها الشخص الكفؤ ده مش بترضى طموحه و حاسس إنه اكبر من المكان أو المهام اللى هو موجود فيها، و ده بيسبب إحباط كبير للموظف و بينتهى بيه الحال إنه بيقدم إستقالته، لأنه مش لاقى نفسه فى المكان اللى موجود فيه و حاسس إنه بوجوده فى بيئة العمل دى، هو كده بيقتل أفاق طموحه.

زيادة ثقة الموظف فى نفسه و فى مهاراته، مبتخليهوش كمان يرتبط بشركة أو مؤسسة معينة، يعنى الموظف الكفؤ بيكون دايما واثق فى قدراته و إنه حيقدر يلاقى شغل بسهولة طول ما هو عنده القدرات سواء الفنية أو العلاقات الإجتماعية اللى حتسهل عليه هيروح أى مؤسسسة تانية بسهولة، لأن نسبة نجاحه أكتر من نسبة فشله بما يحمله من مهارات و قدرات تجذب إليه الممؤسسات بسهولة، و علشان كده ده بيخليه ممكن يستقيل بسرعة لو حس بأى حاجة مش مضبوطة فى المؤسسة اللى موجود فيها.
حاجة كمان مهمة ممكن تكون سبب من أسباب إن الموظف الكفؤ يستقيل، و هى بيئة العمل المسممة، أيوة حضرتك قريت صح، المسممة، ليه مسممة، علشان اللى بيدخل فى البيئة اللى من النوع ده ممكن فعلا يموت، مش بيموت جسديا إنما بيموت و يدمر نفسياً، يعنى تلاقي بيئة العمل مليانة كلام ناس على ناس، و ناس بتعلى من غير ما تتعب و على حساب مجهود و عرق ناس تانية، و ناس بتشتغل و مش متشافة أصلا، و عدم عدالة فى رواتب أو نوع الإدارة القائم على التفرقة بين الموظفين "أسلوب فرق تسد"، و دى من أسرع بيئات العمل اللى بينفر منها الموظف الكفؤ.

ممكن كمان تكون الإدارة العليا و اللى بتدير المؤسسة من فوق و بتحط الإستراتجيات بتاعت الشركة ضعيفة أو غير واضحة الأهداف أو تكون يتغير أهدافها على فترات متقاربة و بشكل سريع وغير مؤثر، فده طبعا بيحدث نوع من التشتيت للموظفين فى الإدارات المختلفة و أكيد أكتر ناس ممكن بتتأثر بكده هى الناس اللى بتشتغل و تكدح بجد، لإن الموظف العادى الروتينى عمره ما بيتأثر بحاجة و بيكون مالى مكان بس بلقب مش بفعل و عمل.

المشكلة بجد إن كتير من المؤسسات مبتحسش بقيمة خسارة الموظف الكفؤ، بس الحقيقة و الواقع إن المؤسسات تقوم على أفراد يصنعون الفرق و يحدثون التطوير و تبنى على أيديهم الأنظمة التى تعتبر أعمدة الشركات، فالعامل البشرى هو أغلى مورد تمتلكه الشركات و تتنافس به مع الشركات المنافسة، مثيلتها فى السوق و لكن القليل من المؤسسات من يفهم ذلك، و لذلك تضع المؤسسات العالمية نظام للحوافز لإبقاء الموظف الكفؤ و المحافظة عليه بكل ما تستطيع تقديمه له و توفير كل ما يطلبه الموظف للتطوير الذاتى و الذى سينعكس بدوره على تطوير المؤسسة و النهوض بها.

تحياتى
هند مراد

No comments:

ليه الظالم عايش حياته وأنا بتعذب

  اليوم المائة وواحد وسبعون ليه الظالم عايش حياته وأنا بتعذب   مجرد إني بتكلم فى موضوع الظلم والظالم بحس بجد بغيظ جامد اوى وإني مخنوقة جدا و...