اليوم السابع و العشرون
الأنانية
أصعب إحساس ممكن اللى حواليك يحسوا بيه هو إنفصالك عنهم، و مش بس إنفصالك و كمان إنك تكون بتفضل نفسك عن أى حد حواليك و إنك تعزل نفسك فى مكان إنت بس فيه و مش عايز حد معاك. شعور بجد بيؤلم الناس اللى بيكونوا مع حد أنانى.
الأنانية دى مرض بيصيب القلب و مش بس بتاثر فى الإنسان صاحب المرض ده، إنما بتاذى و بتأثر فى أى حد حواليه، تخيل كده لما تكون أب و كل اللى همك فى الحياة هو إنت، تخيل عندك إبن أو إبنة كل أمنيتهم فى الحياة إنهم يلاقوك معاهم، يحسوا بعطفك، على فكرة الإحتواء و الأمان اللى ممكن يوزعهم الأب على ولاده بيكون ساعات أحسن كتير من أى شئ مادى ممكن يديه الأب لولاده، و مهما إداهم فى هدايا و لعب و فلوس، بتفضل دايما فسحة حلوة مع كام صورة فى البوم أحسن من أى حاجة مادية ممكن أب يديها لإبنه، فإنك تكون أنانى، إنت بتحرم نفسك قبل ما بتحرم اللى حواليك من شعور حلو قلبك ممكن يحسه، من ذكرى جميلة ممكن تكتبها و تفضل محفورة فى دماغك.
كمان حب الأنا و الغرور و التكبر اللى بيعيشها الإنسان الأنانى ديه بتخليه دايما فاكر نفسه إن رأيه بس هو اللى صح، و باقى الناس أتباع و لازم يمشوا ورا كلامه، و دايما حتلاقيه بيستخف بأى رأى حواليه، و بيقلل من أى حاجة بتتعمله مهما كانت كبيرة و لا يعترف بالعطاء و إنما الإستحواذ و الإستغلال هما اللى دايما مسيطرين على تفكيره.
على فكرة الناس اللى بالشكل ده و مهما كان وضعها، بيجيلها وقت و بتقع، و مع أول وقعة حتلاقى الناس كلها بتدوس عليه، و بيتحمل بجد نتيجة مرضه ده كتير.
طيب إزاى نتعامل مع الشخص الأنانى، مبدئيا كده، لازم تحسسه إنك عارف إنه مش مضبوط و إن اللى عنده ده مرض نفسى، و إن أى إنسان ربنا خلقه، خلق معاه حب الخير و حب الاخر، فلازم يحس الإنسان الأنانى إنه حد غريب و حد طباعه منفرة، فلما تلاقى شخص انانى، أوعى تشجعه على إنه يستمر فى اللى هو فيه، دايما واجه بحقيقته و متجاريهوش فى أى حاجة يطلبها منك فيها مصلحته و خلى بالك إنه مهما عملتله هو والله ما شايفك و لا إنت فارق معاه فى أى حاجة، فبجد وقف أى حاجة تحسسه إنه مهم عندك أو أى طلب هو عايزه منك.
و لو إضطريت تتعامل معاه و مفيش مفر منه، يبقى عامله بنفس أسلوبه و خليك فى منتهى الأنانية معاه، بمعنى أصح خليك مرايته، وزى ما بيعمل إعمل زى ما بيطلب منك إطلب منه و مترحموش و لا يصعب عليك.
تحياتى
هند مراد
No comments:
Post a Comment