اليوم السادس و العشرون
إحتــــرام الغيــــــر
بمرورالوقت فى حاجات كتير إتغيرت، و إتغير مع الوقت قيم ومبادئ كتير كنا عايشين بيها، هو انا مش عارفة بالضبط إيه علاقة الوقت بتغير أخلاقنا و مبادئنا، بس اللى أنا شايفاه و قادرة أقيمه كويس إن القيم إتغيرت، بقينا بنشوف حاجات غريبة بتتغير من جيل لجيل.
يعنى لو رجعنا لورا كده شوية، حنلاقى مثلا كان إحترام الاخر ده قيمة مهمة فى المجتمع، والإحترام مكنش محدد بسن أو بنوع، يعنى الكبير بيحترم الصغير، و الصغير بيحترم الكبير و الراجل بيحترم الست و العكس، المهم إن كان مبدأ الإحترام ده موجود، تعالوا بقى نقارن باللى بيحصل دلوقتى، ممكن إتنين يكونوا متجوزين بعض عشرين سنة مثلا و يجوا ينفصلوا، نلاقيهم ما شاء الله مبهدلين بعض فى المحاكم و مبهدلين بعض قدام ولادهم، و لا هو بيحترمها و لا هى بتحترمه و لا ولادهم بيحترومهم هما الإتنين، تعالوا بقى فى المواصلات، حتلاقى واحد صغير قاعد و راجل كبير أو واحدة كبيرة واقفة و يمكن يفضلوا واقفين لفترة طويلة لحد ما حد يحس و يقعدهم أو يوصلوا مشوارهم و ينزلوا، كمان ممكن تلاقى واحد بيدرس فى جامعة عمال يشتم فى الطلبة و يهين فيهم طول الوقت لمجرد إنه حاسس بسلطته و إنه أعلى منهم فى العلم و بيلاقى قصادها طلبة عمالين يتطاولوا على دكاترة الجامعة اللى بيدرسولهم، و العلاقة بقت بين الطالب و المحاضر أو الدكتور فى الجامعة بتبدى تتدهور و ده بسبب قلة الإحترام بين الطرفين.
طيب إيه الحل، حقولك أنا إيه الحل.. الحل سيادتك إنك تبدى بنفسك، يعنى مش عيب أبدا على فكرة لما تدى لحد ميعاد إنك تروح فى وقتك بالعكس ده منتهى الإحترام لنفسك و لغيرك، يعنى متبقاش قايل لموظفين عندك على ميعاد إجتماع فى ساعة معينة و تروح بعدها بخمس ساعات و تفكر إنه طالما هو موظف عندك فهو مجبر يعطل يومه و يعطل حاله و يستنى حضرتك، كمان مش حيجرى حاجة لو حسيت إنك غلطت فى اللى قدامك إنك تعتذر، يعنى بلاش تكابر مع نفسك و خد الموضوع من الناحية الحلوة، و حط نفسك دايما مكان غيرك، يعنى أكيد إنت حتكون مبسوط جدا لو حد عمل حاجة غلط، و بعدين إعتذرلك عن الحاجة الغلط ديه، اه طبعا حتتفاوت درجة تقبلك للإعتذار مع حجم الغلط و لكن خطوة الإعتذار ديه بتحسس اللى قدامك إنك بتحترمه و بتقدره.
فى ناس كتير حتقابلها حتعمل نفسها محترمة، و مع أول موقف حتبتدى تبان على حقيقتها، زى الناس اللى بتدعى إنها بتساعد الناس و تحل مشاكلها و إنها دايما شغلها الشاغل هو إزاى يخلى حياة غيره أحلى، بس أول ما تقرب منه حتحس قد إيه هو بيدارى إستغلاله لهم و يمكن إستغلاله لمنصبه علشان يحقق أهداف ليه هو، التعامل مع الناس اللى من النوعية ديه لازم يكون إنك تحترم نفسك و تنسحب تماما من أى إحتكاك مباشر مع هذه النوعية من الشخصيات، و لو إضطريت إنك تتعامل مع حد كده لازم تحط حدود للتعامل و التعامل يكون فى أضيق الحدود، فى ناس تانية حتطلب منك إنك تحترمها و هى مبتردش الإحترام ده، دول برده حلهم تعاملهم بالمثل، يعنى مش مطلوب منك أبداً إنك حد مش بيحترمك إنك تحترمه، إنما أحسن حاجة إنك تتجنبه و تحسسه بعدم أهميته و إنه مش فارق معاك أصلا.
الخلاصة لموضوع النهاردة فى بيتين شعر لأحمد شوقى و هما:
إنما الأمم والأخلاق ما بقيت .. إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتما وعويلا
تحياتى
هند مراد
No comments:
Post a Comment