اليوم الثامن و التسعون
شتا من زاوية تانية
يمكن لحد من كام سنة فاتت كان إحساسى بالشتا مختلف، و كنت بحس بجد قد ايه اسكندرية جميلة أوى فى الشتا، كانت كأنها دولة أوروبية، جمال ايه، فاضية، و تحس إن قطرات الماية اللى نازلة من السما، بتنزل تغسل كل الشوارع، و تحس إن اللى حواليك هما ناس اسكندرية بس، مش ناس من حتت تانية، زى اللى بيحصل فى الصيف بتلاقى غزو من كل بلد فيكى يا مصر على اسكندرية، يعنى من الاخر كده كنا بنحس ان اسكندرية دى بتاعتنا، بنضاقتها بجمالها ببحرها، اللى بنحس بيه حتى فى الساقعة، إنما مش فارق جماله بيغطى على سقعته و جنان الاسكندراني الصح بيبان فى الشتا، يأكل ايس كريم يمشى فى المطرة و يغنى فى الشارع، يأكل حلبسة، يعنى كان الشتا مصدر سعادة على كل اسكندرانى.
لحد و فجأة كده الشتا بقى فى اسكندرية مختلف، برق رعد بيوت بتقع، ناس بتغرق و هى فى بيتها، ناس مش لاقين حاجة تقيلة تلبسها، ناس بتعيا، ناس غلبانة، غلبانة بزيادة، بترفع ايدها مع كل شتواية، و تقول يارب أحمى بيتى، احمينى انا و اهلى و كل اللى زينا، يا رب الشتا يعدى علينا، يارب الشتا يخلص، يارب ارحمنا برحمتك.
هو الشتا بقى مختلف ليه، ليه بقى قاسى كده، فين و احنا بنستنى الشتا و ماما عملالنا سحلب و احنا عمالين نغنى بصوت عالى و نقول"رخيها رخيها خلى البطة تعوم فيها" فين طبق الشوربة و لا العدس اللى بنستناه من ايد ماما، فين و هى عمالة تزعق اقفلوا الشباك و خشوا حتخدوا برد، كانت أيام جميلة، دلوقتى و مع كل شتواية فى اسكندرية، شوارع بتغرق و عمارات كبيرة و عالية على البحر و يفط عمالة تقع منها، ناس كتير بتخاف تنزل مع ولادها فى الشارع و بيقولوا يارب عدى الشتا على خير.
الشتا كان زمان خير، و طول عمره خير بس اللى بيعمله الناس فى بعض هو اللى مش خير، مبانى ايلة للسقوط و مبانى مخالفة و صرفها بايظ و كل ما تعلى كل ما تبقى اشطر و تقلش فلوس اكتر و اكتر و أرواح الناس، طز و هما مالهم، أهم حاجة الفلوس، ناس تموت بقى يلا فى داهية أهوم ارتاحوا من الدنيا و اللى فيها، و عملنا فيهم جميل.
الضمير مات و ماتت معاه ذكريات الشتا الحلوة و ما بين شوارع مطينة و غرقانة و كوارث بتحصل كل شوية، هو ده بقى الشتا فى اسكندرية مع شوية إهمال من المسؤولين، خلاص بقى ده الشتا بتاعنا، و تحولت اسكندرية من اسكندرية الجميلة إلى اسكندرية الحزينة، و لا عزاء من اى حد على أى حد.
فاياريت فى الظروف الصعبة اللى احنا بنعيشها، لو انت مدفى دلوقتى، حس بغيرك، قوم طلع حاجات من دولابك انت مش بتلبسها و لة ليها لازمة عندك، بس ممكن تستر غيرك و تكسب بيها دعوة حلوة.
و ربنا يرحمنا و ترجع لنا اسكندرية اللى بجد مش الحزينة
تحياتى
هند مراد
شتا من زاوية تانية
يمكن لحد من كام سنة فاتت كان إحساسى بالشتا مختلف، و كنت بحس بجد قد ايه اسكندرية جميلة أوى فى الشتا، كانت كأنها دولة أوروبية، جمال ايه، فاضية، و تحس إن قطرات الماية اللى نازلة من السما، بتنزل تغسل كل الشوارع، و تحس إن اللى حواليك هما ناس اسكندرية بس، مش ناس من حتت تانية، زى اللى بيحصل فى الصيف بتلاقى غزو من كل بلد فيكى يا مصر على اسكندرية، يعنى من الاخر كده كنا بنحس ان اسكندرية دى بتاعتنا، بنضاقتها بجمالها ببحرها، اللى بنحس بيه حتى فى الساقعة، إنما مش فارق جماله بيغطى على سقعته و جنان الاسكندراني الصح بيبان فى الشتا، يأكل ايس كريم يمشى فى المطرة و يغنى فى الشارع، يأكل حلبسة، يعنى كان الشتا مصدر سعادة على كل اسكندرانى.
لحد و فجأة كده الشتا بقى فى اسكندرية مختلف، برق رعد بيوت بتقع، ناس بتغرق و هى فى بيتها، ناس مش لاقين حاجة تقيلة تلبسها، ناس بتعيا، ناس غلبانة، غلبانة بزيادة، بترفع ايدها مع كل شتواية، و تقول يارب أحمى بيتى، احمينى انا و اهلى و كل اللى زينا، يا رب الشتا يعدى علينا، يارب الشتا يخلص، يارب ارحمنا برحمتك.
هو الشتا بقى مختلف ليه، ليه بقى قاسى كده، فين و احنا بنستنى الشتا و ماما عملالنا سحلب و احنا عمالين نغنى بصوت عالى و نقول"رخيها رخيها خلى البطة تعوم فيها" فين طبق الشوربة و لا العدس اللى بنستناه من ايد ماما، فين و هى عمالة تزعق اقفلوا الشباك و خشوا حتخدوا برد، كانت أيام جميلة، دلوقتى و مع كل شتواية فى اسكندرية، شوارع بتغرق و عمارات كبيرة و عالية على البحر و يفط عمالة تقع منها، ناس كتير بتخاف تنزل مع ولادها فى الشارع و بيقولوا يارب عدى الشتا على خير.
الشتا كان زمان خير، و طول عمره خير بس اللى بيعمله الناس فى بعض هو اللى مش خير، مبانى ايلة للسقوط و مبانى مخالفة و صرفها بايظ و كل ما تعلى كل ما تبقى اشطر و تقلش فلوس اكتر و اكتر و أرواح الناس، طز و هما مالهم، أهم حاجة الفلوس، ناس تموت بقى يلا فى داهية أهوم ارتاحوا من الدنيا و اللى فيها، و عملنا فيهم جميل.
الضمير مات و ماتت معاه ذكريات الشتا الحلوة و ما بين شوارع مطينة و غرقانة و كوارث بتحصل كل شوية، هو ده بقى الشتا فى اسكندرية مع شوية إهمال من المسؤولين، خلاص بقى ده الشتا بتاعنا، و تحولت اسكندرية من اسكندرية الجميلة إلى اسكندرية الحزينة، و لا عزاء من اى حد على أى حد.
فاياريت فى الظروف الصعبة اللى احنا بنعيشها، لو انت مدفى دلوقتى، حس بغيرك، قوم طلع حاجات من دولابك انت مش بتلبسها و لة ليها لازمة عندك، بس ممكن تستر غيرك و تكسب بيها دعوة حلوة.
و ربنا يرحمنا و ترجع لنا اسكندرية اللى بجد مش الحزينة
تحياتى
هند مراد