اليوم المائة و الأربعون
بيدمروك
موضوع النهاردة عن ناس ممكن تقابلهم فى حياتك و مبيكنش قصدك من معرفتهم غير كل خير، و نيتك السليمة دى هى اللى ممكن تخليهم يستغلوك و يحاولوا يحولوا نواياك الحسنة و حسن خلقك معاهم إلى مشاعر ضغينة و كره و حقد ناحيتهم.
طبعا إحنا مش ملاك و بتتفاوت درجات الخير اللى جوانا من شخص للتانى، و للأسف بقى الزمان ده لنظريات المؤمراة و التخوف و مبقاش حد بيفترض حسن النية فى حد، و لو فرض إن الشخص بيطلع سليم النية أو طيب بتحس إن دى صفة بقت لعنة على صاحبها، لأن بتلاقى اللى حواليه إتلموا عليه و حاولوا يستغلوه أسوأ إستغلال و خلوه يكره اللحظة اللى إتعامل فيها بطيبة، هو يمكن مش كل الناس كده، بس للأسف الأغلبية بقت كده و بقت الحياة و الناس بتبص على الإنسان الطيب على إنه إنسان أهبل و مصدر إستغلال و صيدة لقطة لكل اللى حواليه.
فى ناس بقى من كتر ظلمها و الغشاوة اللى ربنا حاططها على عينها، بتفتكر إنها ماشية صح، وإنها ممكن تستغل الناس اللى حواليها و تأذيها و تدمرها و تدوس عليها علشان بس مصلحتها، الناس دى متغفلة و ناسية إن فى رب كريم، وإنهم مهما إفتروا فى الدنيا و ظلموا، هو قادر يدمرهم فى ثانية، كام مرة شوفت واحد ظلم مراته و ولاده و طغى عليهم إلا و كانت نهايته سودا زى قلبه، كام مرة شوفت واحد إشتغل واحدة إلا و بعدها ربنا كرمها و عوضها بالخير و هو لبس فى واحدة من شكله تستاهله، كام مرة شوفت ناس أصحاب شغل بتفترى على ناس شغالة عندها و تستغلهم وتدوس عليهم و تفرمهم فى الشغل و تحملهم فوق طاقتهم و تظلمهم فى مرتباتهم وتاكل عليهم فلوسهم اللى شقوا بيها و تلاقى بعدها ربنا بعدله خسف بيهم و بشركتهم الأرض.
الدنيا و اللى عليها مش مستاهلة، و علشان كده أوعى تأذى حد و فى نفس الوقت لو إنت طيب و على نياتك، متسمحش لحد يستغلك، خليك طيب اه، إنما فى حدود و إختار الناس اللى تبقى طيب معاه متمشيش توزع طيبة على اللى يستاهل و اللى ميستاهلش، و لو حسيت إن حد بيستغل طيبتك، إبعد عنه حتى لو إيه، إمشى و دور وشك عنك، و حتعرف بجد قد إيه إنت فارق معاه لما يخسرك، مش حيعرف قيمتك غير لما إنت تغليها، إنما طول ما إنت ماشى فى سكة العطاء من طرف واحد، طول ما قدامها حتلاقى نفسك عمال تقدم فى تنازلات ويداس عليك و لاحياة لمن تنادى.
و لو إنت مفترى على حد لمجرد إنه كويس معاك و عنده أخلاق، إتاكد عزيزى المفترى إن الإنسان اللى إنت دمرته ده فإيده ينسفك و ينسف اللى خلفوك من على الوجود و إنما هو حكيم، عارف إن الدنيا ماشية بميزان عادل و بحكمة رب كريم، فإفترى كمان و كمان و هنيئا لك بعذاب و قهرة وذل من رب العالمين.
فعزيزى الإنسان اللى ما زال عنده دم .. اللى ربنا نفخ فيه من روحه.. متخليش حد يدمرك.. خلى كرامتك فوق الكل..أوعى تسمح لحد يكتب نهايتك..إوعى تسمح لحد يدمرك.. لو فى شغل سيبه و أمشى و أعرف دايما إن الرزق عمره ما بيقف على بنى ادم زيه زيك.. رزقك دايما على اللى خلقك.. لو متجوزة و جوزك مستغل طيبتك و إنتى اللى شايلة دول الراجل و طالعة بمنظرين و تلاتة و أربعة وكأنك عبد مش إنسان حر وليه حقوق و هو أبيض و فلة شمعة منورة و عايش دور الامر الناهى و مش شايل أى مسئولية.. دورى وشك و إمشى و إعرفى إن الدنيا فيها ناس كتير و عمرها ما بتقف على حد.. و صدقينى إنتى أقوى لنفسك و بنفسك.
تحياتى
هند مراد