اليوم المائة و الثامن و الثلاثون
ضلال المساعى
فى الحياة عامة كده بنقابل ناس بنتعلم منهم
دروس كتير، و مهما كانت الناس دى وحشة، ففى اخر المطاف إنت مجبر على إنك تتكعبل فى
ناس وحشة فى حياتك، إنما إنك تفضل معاهم ده إختيارك و مش فرض عليك، و ساعات بقى من
ضمن الناس اللى بتتكعبل فيهم ناس مشوشة كده و صعب إنك تحكم عليها، يعنى متبقاش
عارف هى ناس وحشة و لا حلوة و مش عارف تحطهم فى خانة الناس الكويسين و لا الناس
الأشرار، إتصدق إنت لما كمان تقعد معاهم تحسهم إنهم مبيبقوش عارفين نفسهم كويسين و
لا إيه، و ده شبه موضوع النهاردة أوى، لإن موضوع النهاردة عن الناس ضالة المساعى.
طيب فى حد حيسألنى و يقولى أعرف الناس دى
إزاى، أبسطهالك
بص الناس الضالة المساعى دى، ناس فى الظاهر
حلوة و بتلمع و لكن لما تغوط و تتعمق فيها كده تطلع و لا بتلمع و لا نيلة، يعنى
بتبقى زى البطيخة البايظة من برة خضرة و بتلمع و تغريك تشتريها و من جوة بتبقى
قرعة و بايظة و ملهاش طعم، أبسطهالك تانى، زى مثلا واحد بيفضل ينصح الناس للخير و
يجمعهم حواليه و يقولهم لازم نصلى مع بعض و نمتع عن كل حاجة تغضب ربنا و نتجنب
المعاصى يا ناس، و سبحان الله تيجى تقرب منه تلاقيه فيه من المعاصى اللى يخليه
يمشى حاطط وشه فى الأرض مش يعمل داعية، فربنا يعفينا جميعا و يعفو عنا يا رب.
المشكلة بقى فى الناس دى إن هى فاكرة إنها صح
و إن كل اللى بتعمله ده خير و بتمثل دور الواعظة بشكل كبير و ممكن تلاقى كتير منهم
بتطفلوا فى حياة الناس و بيفرضوا سيطرتهم عليهم، و محسسينهم إنهم هما اللى غلط و
لازم يسمعوا كلامهم لإنهم صح و كأنهم موكلين عنهم، على فكرة مش شرط أبدا تلاقى
الضال سعيه فى صورة واعظ إنما ممكن تلاقيه فى الشغل مثلا، لما مدير متعجرف من كتر
تسلطه فاكر إن كل قراراته صح و إن كلامه كل درر و مفروض يدرس فى الجامعات الدولية،
و ياخده منه إقتباسات كمان، مع إنك فى حقيقة الأمر لو دورت عليه، حتلاقيه كل كلامه
هجس فى هجس و قرارته كلها عشوائية و أى كلام و ليست مستندة على دراسة علمية، و
بيحب يسلط الضوء على نفسه بس بإنه يبان مختلف، يعنى لو الناس كلها بتقول يمين هو
يقول شمال علشان يحس بالتمييز و العقل الألماظات اللى ربنا إداهوله هو بس دوناً عن
مخاليق ربنا
كلهم، و طبعا قرارته اللى بياخدها علشان ينفرد
قدام الناس و الناس تشاور عليه و تقول عبقرينو راح عبقرينو جاه، دى كلها قرارات
فيستك و أى كلام، و بيلبس فى اخر الفيلم و فى الغالب بيلبس المريلة اللى بتتلبس من
قدام و بيروح يعقد مع صحابه العباقرة اللى شبهه.
و أحسن حاجة للتعامل مع الناس الجميلة دى،
إنك توجهها و ترشدها للصح و لكن لوأصرت على اللى فى دماغها فحاول على قد ما تقدر
تبعد نفسك عنهم و لو مضطر تقرب، قرب بس بالشكل اللى ميسببش لك أذى، سواء أذى نفسى أو معنوى.
و دايما إفتكر و فكر الناس بالأية الكريمة:
﴿قُلْ هَلْ
نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104)﴾
تحياتى
هند مراد
No comments:
Post a Comment