اليوم المائة و السادس و خمسون
بحر الغدر
كام مرة فى حياتك عاملت حد بكل ضمير و إخلاص
و بما يرضى الله و لقيته فى الاخر بيعض الإيد اللى أتمدله، كام مرة وثقت فى حد و
باعك، و لا كام مرة إديت الأمان لحد و أول ما أتعلم يخون، إتعلم يخونك إنت، و كام
مرة صعبت عليك نفسك من كتر التضحيات اللى عمال تعملها مع ناس متستهالش حتى تبص
عليها.
الإجابة، كتير أوى، طيب إيه اللى إتعلمته من
التعامل مع الناس النادلة و الخسيسة اللى إنت عمال تخبط فيها طول ما إنت ماشى، بتفضل
تلوم نفسك و تحط عليها أكتر و أكتر و تحمل نفسك فوق طاقتها، و تفضل تجيب الغلط كله
عليك؟؟؟
تفتكر ده الحل، حل إنك قابلت واحد و لا واحدة
غلط فى حقك و مطلعش قد الثقة هى إنك ترمى حمول بزيادة عليك، أكيد لا مش ده الحل،
طيب إيه الحل، الحل إنك تنتقم من العمل فيك كده، أكيد ده كمان مش الحل، طيب إيه
ممكن يكون الحل.
بص فوق كده، بص فوق كمان، إوصل كده كمان لفوق
أكتر وأكتر... أيوة إبتديت تفهمنى أهو، الحل موجود أهه، الحل عند اللى خلقك، اللى
عنده كل حاجة محسوبة بميزان، اللى مش بيغفل عن أى حاجة فى الكون، أيوة سيب ربنا
ياخدلك حقك، و توكل على الله، بس أستوب ثوانى، مش معنى كده إنك تبقى أهبل و ملطشة
لأى حد و لا تسكت على حقك، إنما إتعلم من كل موقف ندالة تمر بيه، و إتعلم حاجتين
مهمين جدا، التجاهل و التعايش، يعنى إتجاهل أى حد يعملك حاجة و علم عليه علامة
كبيرة أووووووووووى، علامة قادرة إنك تبعده عن حياتك بالدرجة اللى جرحك بيها و
أذاك فيها، و التعايش، إنك عارف تعيش و تتعايش حتى لو الظروف حطيتك إنك لازم تتعامل
مع الشخصية الندلة دى كل يوم، فإنت حتعرف تتعايش معاها و مش حتسمح بوجودها فى
دايرتك إلا فى الحتة الصغيرة الضلمة اللى إنت عايزاها تكون فيها.
كتير مننا بيحلم باليوتوبيا أو المدينة
الفاضلة، بس صباح الفل حضرتك، إحنا فى دنيا مش فى جنة، يعنى لازم حضرتك حتقابل
الخير و الشر، الحلو و الوحش، الندل و الجدع، هو للأسف الشر بقى أكتر فى اليومين
اللى ما يعلم بيهم إلا ربنا، بس برده ما زال الخير فى أمتى إلى يوم الدين، و أصل
الدنيا، إن فى النهاية الخير حينتصر إن شاء الله، فبص لكده، إنك تكون جدع ده مش
هبل ده قمة الرقى، قمة النضج، بس خليك جدع مع الجدع و تجاهل الندل، و إعرف إن
الندالة دى مش بس صفة إنما مرض إجتماعى نفسى، فتعامل الشخصية الندلة على إنها
شخصية مريضة، و علشان متتعداش إبعد أحسن، و إفتكر دايما و إنت بتبعد إنك بتكف أذى
عن نفسك و إن البعد مش معناه إنك عبيط لا سمح الله، إنما إنت عاقل كفاية إنك تدخل
فى صراعات مع حد مريض نفسى.
يعنى هو ينفع واحد مجنون يقولك يا عبيط و إنت
تقف تتناقش معاه، ما هو إنت لو عملت كده حتبقى فعلاً عبيط و مجنون زيه كمان.
اه فى ناس ندلة بيبقى قلة أصل ووطو منها اللى
بتعمله معاك، إنما برده جزء كبير من الندالة دى عقد و كلاكيع نفسية، و علشان كده
البعد عن الناس اللى بالشكل ده بيبقى غنيمة و مكسب كبير، مكسب فى راحة البال و
المحافظة على الأعصاب و إياك و الثقة فيهم، يعنى بجد لو حد ندل معاك مرة، إتاكد
مليون فى المية إنه حيندل معاك مليون مرة، يعنى بصراحة لو ما إتعلمتش تبعد من أول
مرة، تبقى دى غلطتك و إستحمل فيضان الندالة اللى حينهال عليك، فى ناس بتسمى
الندالة روشنة أو بتحس إنها لما تندل بتبقى مميزة، بس زى ما قلتلكم قبل كده ده مرض
نفسى، فمتسمحش بحد مريض إنه يلعب بيك، و إلا حتلاقى نفسك عايم فى بحر الغدر.
تحياتى
هند مراد