
اليوم المائة و الرابع و خمسون
حتمرد على الوضع الحالى
مش كتير إنك تتمرد على حاجة بيكون غلط، أينعم
الكلمة لوحدها "تمرد" بتحسها فيها عند و مقاومة و كلمة كده مرتبطة
بأفعال مجنونة مش أفعال عقلانية بيقبلها دماغك و فكرك، بس التمرد كفعل مش كلمة
ممكن يكون تمرد صحى و إيجابى و لصالحك و علشان نفسك جدا، علشان تبقى إنت علشان تعرف تعيش.
يعنى مثلا
كده، تخيلوا معايا حياة واحد موظف، كل يوم يصحى من النوم الصبح يقفل
المنبه، و يجرى يصلى و يلبس و يفطر و ينزل يروح شغله، يقعد على مكتبه اللى مفيهوش
شباك و كل حاجة فيه صناعى ، الهوا صناعى و النور صناعى حتى الناس اللى بيتعامل معاهم مصطنعة و بلاستيك، يرجع الموظف
المسكين يروح بيته وهو اخد كم حاجات صناعية فى يومه تكفيه لمدة سنة قدام، فيرجع
ياكل أكل صناعى و ياخد دوا صناعى علشان يكمل اليوم الصناعى لاخره. و فجاة و بدون
أى مقدمات، يبتدى أخينا ده يفوق و يصحى و يحس إنه هو العمر ده فى أد إيه علشان كل
حاجة تبقى صناعى كده!!!!
طيب هو أنا فاضلى قد إيه فى عمرى علشان
الباقى يبقى كده!!!!
لحد ما يقرر صاحبنا المطحون ده و اللى هو بيمثل
حياة أغلبنا فى الواقع إنه يتمرد، يتمرد على شغله اللى سارق وقته و مش بيحبه و
مضطر يبقى فيه علشان ده المفروض اللى هو فرضه على نفسه... يتمرد على الهوا اللى مش
شامه و النور اللى مش شايفه و القبر اللى دفن نفسه فيه بدرى... يتمرد على إنه بدل
كل التعب و القرف و الناس البلاستيك اللى عمال يشوفها كل يوم و طول اليوم ده، بدل
ما يرجع يريح أعصابه .. لا ده بيعيش يوم تانى و ضغط تانى و حياة تانية مليانة
تفاصيل مختلفة عن اليوم و الجو اللى عاشه الصبح... يتمرد عن فكرة تحويله لالة و
لعبودية بيحس بيها و كم زل و إهانة من ظروف حط نفسه بيها و أقنع نفسه إن ده الصح و
ده المفروض... يتمرد علشان حق نفسه عليه و علشان اللى خلقه أمره يكون ليه حق على
نفسه... يتمرد علشان يلحق يشم الهوا اللى مشموش و يعيش يوم حلو معشهوش.. يتمرد
علشان هو إنسان من لحم و دم و بيحس مش صخرة عديمة الإحساس.
عرفتوا بقى إن ساعات التمرد و العناد ممكن
يكون لصالحنا، عرفتوا إن نفسك محتاجة تتمرد من فترة للتانية علشان تعرف تكمل المشوار
اللى هو مش معروف طويل و لا قصير، عرفتوا إن أغلى حاجة عندك لازم تكون نفسك.. جميل
إنك تحس باللى حواليك لكن مش جميل إن اللى حواليك تديله أكتر من حقه و مش جميل إنك
تظلم نفسك و إنت الحل فى إيدك، حلك إنك تدى لنفسك حبة، حبة هوا .. حبة نور.. حبة
حياة .. الحياة جميلة.. لو إنت عايزها جميلة و الحياة طحنة و فرهدة لو إنت عايزها
طحنة و فرهدة..
حاولوا دايما توازنوا يومكم.. حبة للشغل ..
حبة للبيت... و قبل كل ده حبة لنفسك، حبة لنفسك فى أغنية... حبة لنفسك فى تمشية..
حبة لنفسك فى إزازاة برفان.. حبة لنفسك فى أكلة حلوة.. حبة لنفسك فى لمة
حلوة...حبة لنفسك فى وردة حلوة.. حبة لنفسك فى رياضة حلوة.. حبة لنفسك مع نفسك..
حبة لنفسك مع هوا بحر.. حبة لنفسك مع فنجان قهوة.. حبة لنفسك مع حتة شوكولات.. حبة
لنفسك مع أبوك.. حبة لنفسك مع أمك... حبة لنفسك مع أختك أو أخوك...حبة لنفسك مع اللى تحبه أو بتحب تعمله و بس خلاص.
شوف أى حبة لنفسك و عيش فيها، و تمرد قبل ما
تيجى على نفسك أوى لدرجة إنك مش حتعرف تلاقى حاجة تبسطك... أهم حاجة تعمل زى عمرو
دياب و إتمرد على الوضع الحالى.
تحياتى
هند مراد
No comments:
Post a Comment