مشاعر و خواطر مجنونة : شوربة عدس

Ads

Wednesday, December 25, 2019

شوربة عدس


اليوم المائة و الثانى و ستون
شوربة عدس

احلى حاجة فى الشتا، انك تلاقى نفسك ورا الشباك وماسك كوباية النسكافيه و لا الشاى و دماغك تسرح و تحن لحاجات كتير، نوستالجا من اللى بتضرب فى القلب، و بتبقى عندك كم احاسيس غريبة، ما بين انك سرحان ... فرحان.. هيمان... ..سقعان... بس الاحساس الأغلب اللى بيكون طاغى هو انك دفيان بذكريات كتير عندك.

و من اكتر الذكريات الحلوة اللي بتجيلنا فى أيام الشتا ، هى ذكريات العيلة و بيت العيلة، بيت جدتى الدافئ،  اللى هو بسيط و صغير و محندق، بس كبير اوى بمشاعره، بالدفىء اللى مش ممكن تحس بيه الا فى بيتها، بيت جدتى بزحمته، و ناسه الكتير إلا أنه قادر يحتوى كل الناس اللى فيه، و بنفس الدرجة، يعنى عمرك ما حتحس انك مهمل، يعنى رغم العدد الكبير الا فى البيت ده، بس انت اخد حقك، و فى أيام الشتا، احسن حاجة كانت بتعملها جدتى، هى شوربة العدس هى مش مجرد شوربة، هى طعم الدفا، اللى معمول بحب، طعم العيلة، احساس الامان و الحب، اللى متوزع بعدل غريب، عدل قادر ينسيك اى حاجة عندك و يشيل همك، رغم بساطة كل حاجة، إلا أن كل حاجة بتحسسك بأمان كبير، عمرك ما تحس بيه حتى لو عايش فى قصر و حواليك ١٠٠ واحد بيحرسوك.

طبق الشوربة بتاع جدتك، اراهنك لو حد عرف يعوضه، و لو بتاكل احلى و اغلى اكل فى العالم، عمره ما حيكون فى طعم معلقة شوربة واحدة من ايد جدتك، اصل مش بالفلوس و الله، إنما بأصالة النفوس.

رغم انه مش قصر و بيت عادى جدا، إنما احسن عندك من ميت قصر، دفىء و حنية جدتك و صبرها و تجميعها لكل الناس اللى حواليها، احساس بجد بتفتقده جدا بعد ما رحلت عن الحياة، و راح معاها لمتنا، راح معاها معنى العيلة، يعنى بفتكر مثلا فى وجود جدتى، عمر ما حد مننا كان بيزعل من التانى، و لو حتى حصل، كان عندها قدرة شديدة على اقناع اى حد أنه ما يزعلش من التانى، و مش بس كده لا أنه كمان مفيش حد يفكر يبعد عن التانى و لو يوم واحد.

نتجمع كلنا حوالين فرن بسيط جدا بإمكانيات على قدها، و تبتدى تعمل معجنات الحب و المحبة الجميلة، و فطائر الرأفة و الالفة، تجميعة تكسر اى شتا و تحس انك فى أغسطس فى عز طوبة، و وقت بيعدى ما بيتحسبش و مش عايزه يروح، و ريحة غريبة، ريحة العيلة و القلوب الصافية و النوايا الطيبة.

العيلة اليوم بقى عيلة مودرن بيكلوا باتيه و ياكلوا جاتوه و ياكلوا فى بعض عادى، بيهربوا من اى فرصة ممكن تجمعهم مع بعض، بيخافوا حد فيهم يبص للتانى، بيداروا على بعض الفرح و بيفقروا فى وش بعض، و كل واحد بيعلى على التانى فى همه و يدارى فرحه علشان انت شريك فى الهم بس، هى دى قواعد العيلة المودرن ، و بيخلقوا ١٠٠٠ عذر ليوم واحد حيتجمعوا فيه، المهم الشتا حلو من ورا الشباك اوى و جدتى الله يرحمها هى و جميع اجدادنا و جداتنا، احلى ذكرى ممكن تيجى فى بالك مع اول شتواية بتتفرج عليها من ورا الشباك و تضحك و تدعيلها و تروح تعمل شوربة عدس يمكن تضبط المرة دى و تطلع زى بتاعت جدتك.

تحياتى

هند مراد

No comments:

ليه الظالم عايش حياته وأنا بتعذب

  اليوم المائة وواحد وسبعون ليه الظالم عايش حياته وأنا بتعذب   مجرد إني بتكلم فى موضوع الظلم والظالم بحس بجد بغيظ جامد اوى وإني مخنوقة جدا و...