اليوم المائة
والتاسع وستون
انت مش راجل
في يوم شتا وعصف
وبرق ورعد، كان مطلوب منى في الشغل انى اسافر القاهرة وكان معايا كام واحد من
زمايلى الأعزاء، المهم وصلت وكانت في ايدى شنطة تقيلة نوعا ما، لان كان معايا
اللاب توب واوراق وشوية حاجات لزوم السفر، المهم وصلت قبل زمايلى الافاضل الرجالة
طبعا وقعدت على محطة القطر، واستوقفنى مشهد غريب جدا عبارة عن مجموعة من الستات الريفيات
الأصلاء نازلين من القطر وبيحملوا بعض فوق راسهم شلت مليانة خضار وبيض وجبنة قريش
وبينطوا بين رصفان القطر وبيساعدوا بعض لحد ما كل واحدة تتاكد انها اخدت حاجتها،
المنظر ده فرحنى اوى من جوايا وحسيت ان كل واحدة من دول بمليون راجل مخليها تعمل
كده.
وجه فى دماغى اللى
مبتبطلش تفكير وتامل، هو لو انا راجل بجد ممكن اسيب مراتى تتبهدل كده علشان
تساعدنى في البيت، ولا انا كده مبقاش راجل وابقى نطع مثلا، اكيد الراجل اللى يخلى
مراته تصحى الساعة 5 الصبح وتسافر بلد تانى كل يوم وكم البهدلة اللى بتقابلها
والشقى علشان تساعده في البيت، ده بجد نطع مش راجل.
المهم زمايلى
الافاضل وصلوا يدوب على ميعاد القطر، وجابوا لنفسهم فطار من غيرما يسالونى على
الرغم انى كنت البنت الوحيدة فيهم، مش مشكلة برده اليوم لسة حلو وجميل وانا كده كده
مبفطرش قبل ما اشرب النسكافيه، وفعلا طلبت النسكافيه بتاعى، ووصلنا المحطة لقيت
زمايلى حبايبى علشان يبينوا انهم بيوفروا للشركة اللى احنا فيها بيقولى حنعدى من
رمسيس ونركب من الناحية التانية، قولتلهم ازاى كده، على فكرة في بنت معاكم انا مش
ولد، المهم قلت لا مش حعدى وطلبنا اوبر ولقيت واحد فيهم راح زاققنى وركب جنب
السواق وانا المفروض اتزنق مع الاتنين التانيين ورا، اد ايه حبايبى زمايلى كلهم
نخوة ورجولة، المهم وصلنا وقررت انى عمرى ما حركب قطر في مامورية تانى تبع الشغل
وانى حسافر في ليموزين معززة مكرمة من بيتنا زى ما بعمل لما بطلع القاهرة لمشوار
شخصى، وانا ابهدل نفسى ليه كده مع شوية ناس امورة ونطوعة في نفسها كده.
بعدين بقى وفى مكان
تانى في شغل برده ..استوقفنى برده شخصيات لذوذة حبايب قلبى، البنات بترتب لمؤتمر
ومعاهم ولاد طبعا، فالمنظر اللى شفته غريب جدا بالنسبة لى، البنات بتشيل كراسى
وطرابيزات وحاجات تقيلة وتطلع فوق وتحت
وحبايبى الولاد واقفين يتفرجوا وخايفين على ضهرهم يتعب ولا متعرفش هما حوامل
وخايفين يسقطوا ولا ايه، و بعدين اتطلبت Materials من مكان بعيد شوية عن مكان تحضير المؤتمر
فالبنات مشيوا وراحوا يجيبوا ال Materials عادى جدا، بينما رد الولاد الدنيا
شمس وجلدنا حيتحرق.. اه والله العظيم ده اللى حصل، وبعدين مرة كنا بتكلم عن ازمة
كورونا واللى حاصل فينا وازاى الكحول مبهدل أيدينا وهاريلنا جلدنا وشاويه، يروح
واحد جميل يرد يقول هاتوا من الهاند جل اللى بيكون فيه جلسرين علشان ايديكم متبوظش
ومتلتهبش .. اصل انا بعمل كده.. حبيبى والله صعبت عليا.
ولا مرة واحدة
صاحبتنا بعد ما خرجنا كلنا في مكان، وبعد ما كمل الناس النطوعة روحوا فضلت واقفة في
حتة شعبية لوحدها علشان تركب اوبر تروح وفضلت تتعاكس في الشارع لان مفيش حد من
حبايبنا اللى كانوا معانا عرض يقف معاها لحد ما تركب، ناس جميلة وطيبين اوى يا خال.
ومواقف كتير وكتير
لو حفضل احكى مش حنخلص عن ازاى الرجولة بقت بعافية، بس حابة أقول كلمتين من قلبى
ومن مواقف كتير شفتها أو حصلت معايا انا شخصيا.. انت مش راجل لما تسيب مراتك تشتغل
وتتبهدل برة وجوة علشان تساعدك في مصروف البيت وانت منزه نفسك وعايشها بالطول
وبالعرض، انت مش راجل لما ترمى على زميلتك الشغل ولما تيجى تترقى علشان تعبها
ومجهودها تغيير منها، انت مش راجل لما تبقى قاعد في مواصلة عامة وشايف واحد كبير
او واحدة كبيرة واقفين وانت مطنش، انت مش راجل لما تضغط عل امك وتحملها فوق طاقتها
علشان تجيبلك الموبيل ولا الكوتشى اللى انت عايزه لزوم الفشخرة علشان انت شحط
وبصحتك وتقدر تشتغل وتساعدها، انت مش راجل لما تسيب ابوك مرمى في مستشفى ولا امك
ومتبصش في وشه بحجة ان عندك مشغلويات ومش فاضى، انت مش راجل لما تتكلم على واحدة
متعرفش عنها حاجة علشان تبين نفسك مهم وانت ولا تسوى، انت مش راجل علشان تسيب
مراتك وولادك وتدور تتسرمح مع شوية صيع بحجة انك زهقان من المسؤولية، انت مش راجل
لما تخلى واحدة تصرف عليك وتكسيك وتاكلك وتعولك بحجة انك حتتجوزها، انت مش راجل
لما تسيب اخواتك البنات يتحملوا مسؤولية بيت وعيلة وانت مقضيها يمين وشمال، انت مش
راجل لما تصرف على كيفك ومزاجك من فلوس واحدة شقيانة وطالع روحها علشان تعولك انت
وولادك، انت مش راجل لما تعرف واحدة شمال على مراتك وتصرف اللى وراك واللى قدامك
عليها وتستخسر في بيتك رغيف العيش، انت مش راجل لما تستغل قوتك الجسدية اللى ربنا
اديهالك علشان تستقوى بيها على واحدة ست ضعيفة لا حول لها ولاقوة.
عزيزى الراجل اللى
بالمواصفات دى ... صارح نفسك وخليك عارف.. انت مش راجل... انت نـــطــــع وبالبنط العريض كمان بصوت حسين الجسمى.
تحياتى
أ/ هند مراد