مشاعر و خواطر مجنونة

Ads

Wednesday, September 16, 2020


 اليوم المائة والسابع وستون

يوميات مواطنة فى العناية المركزة

زى أي مواطن في العالم ربنا خلقه سليم، فطبيعى انك او حد يخصك يتعب يوم ويحتاج دكتور يشوفه او يروح مستشفى، بس الموضوع هنا مختلف تماما وفى ظل ظروف كورونا الجميلة اللى كلنا بنعيشها، فجيش مصر الأبيض ربنا يكرمهم ويديهم زى اللى بيعملوه مع الناس بالضبط مش اكتر ولا اقل، كانوا متعاونيين لدرجة انك كل ما تكلم دكتور حتى لو كان دكتور خريج بينفر يجيلك البيت يشوف حالة واحد ممكن يكون محتاج للرعاية الطبية، وكانها لبانة في بوقهم يا أستاذة احنا في كورونا ممكن نخلى الكشف اون لاين بس ضعف الفيزيتا، انا بقى مش مستوعبة اون لاين ازاى يا عم الحاج هو حضرتك في حاجات بتنفع اون لاين زى لو بتشترى منتج معين او لو بتقدم خدمة تعليمية او ينفع في المجال الطبي مع حالات المرض النفسى الغير مزمن يعنى استشارة طبية على خفيف كده، انما واحد بيموت قدامك حتكشف عليه اون لاين إزاى، بس لو ربنا كرمك وحد منهم عبرك وجالك، مبدئيا كده ميعجبوش انك بتديله يلبس Shoe Cover  أو Sanitizer أو اى حاجة لها علاقة بتعقيمه مع ان سبحان الله بيكون جاى من الشارع أو لامس حاجات ممكن تكون مصدر عدوى وخاصة في حالة ان الدكتور ده حيتعامل مع مريض مسن وعنده امراض مزمنة.

والمفروض إن الحالة هي اللى تقلق من الدكتور اللى هو المفروض بيستقبل في عيادته ناس كتير، بس ما علينا، فالموضوع ببساطة وبعد المقدمة دى ان والدتى تعبت ومكنتش عارفة توضح مصدر الألم منين، او مش عارفة تعبر عنه صح لانها مريضة زهايمر، فانا كطبيعة حالى بخاف وبقلق فاتواصلت مع كل دكتور كان بيتابع معها زى الباطنة، مخ وأعصاب، مسالك بولية، كلى، مفاصل، وبعد عذاب اكتر من 3 أيام قدرت اقنع ناس تيجى البيت والحمد لله كل واحد منهم براى وحالة ماما عمالة تتدهور اكتر واكتر.
لحد مافى يوم بعد كل الزيارات الكتير لقيتها بتعرق وجسمها بيجيب ماية كتير فطلبت الإسعاف من غير ما افكر واتنقلت بيها على مستشفى خاص كبيرة بدون ذكر أسماء، فضلت في الطوارىء لمدة اكتر من ساعتين علشان يعملولها رسم قلب وانا حسيت ان ضغطها واطى فطلبت تعلق محلول وفعلا عملوا كده بعد ساعة، بعدين قالولى انها كويسة واقدر اروح بيها، قلتلهم طيب مش محتاجة اعمل اى تحاليل او اشعة لانى كنت عاملالها مع نفسى تحليلات شاملة بس قبل أسبوع من زيارة المستشفى ولما شافوها قالوا دى مفيهاش حاجة، قلتلهم طيب ممكن نعيدها يمكن في حاجة جديدة ظهرت، برده مصرين لا حضرتك روحى بيها.

وفعلا روحت وانا مش مرتاحة، وتانى يوم لقيتها فجأة وبعد ما كانت متلجة، لقيتها سخنة نار ووشها أحمر وودانها بطريقة غير عادية، مستنتش وطلبت الإسعاف وكلمت دكتور بتاعها ونصحنى أوديها مستشفى معينة وقالى الحالة مش اكتر من يومين وهما حيضبطوها وحياخدو مبلغ صغير وحتبقى زى الفل علشان هما ناس تقيين وبتوع ربنا، اتفاجئت بقى انى اول ما وصلت تم عزلها في غرفة لانهم شكوا في كورونا على الرغم ان كان معايا 2 دكاترة في عربية الإسعاف وفهمتهم التطورات اللى حصلت لها من امبارح، المهم استنيننا شوية وطلعوها على دور االى فيه الاشعة وعملت اشعة على المخ، البطن، الصدر علشان يتاكدوا انها مش كورونا، وكانوا شاكيين انها ممكن تكون جلطة في المخ او التهاب سحائى او التهاب جامد في الكلى، والحمد لله الاشعة مطلعش فيها اى حاجة من دى، فلقيتهم نقلوها على العناية من غير ما يستأذنوني و سحبوا منها تحليلات مزارع وادهوها مهدىء جامد برده من غير ما ياخدوا اذنى و ربطوها على الرغم انى مفهمهام وانا في الإسعاف انها مريضة زهايمر وبتخاف من اى حد غيرنا.
فضلت ملطوعة في الشارع لحد الساعة 2 الصبح وهما يقوليلى الحالة مستقرة ومفيش حاجة، طيب اشوفها ... لا مينفعش ... طيب أتكلم مع دكتور من العناية ... حاضر كمان ساعة، وساعة بتجر ساعة ولا انا عارفة هي في العناية ليه ولاعندها ايه ولا هما عاملين فيها ايه.

واتفاجئت تانى يوم في الزيارة ان ماما مربوطة في السرير وفاقدة الوعى تماما، وتصحى تصرخ صريخ هيستسرى وتنام تانى، ومحدش راضى يفهمنى هي عندها ايه وتطور الحالة ايه، طلبت تقرير طبى، طلع تقرير مضحك جدا ان المريضة في العناية وتحتاج وجودها هناك، طيب فيها ايه.. ولا حد بيعبرنى، وفضلت في الشارع من الساعة 2 إلى الساعة 11 مساء علشان اقابل حد، بعدين فين وفين خلونى اقابل دكتور صغير في العناية وبرده بيتوه في الكلام ومش فاهمة تشخيص ماما إيه وماما شبه المغمى عليها ولو صحت تصرخ وتقولى في واحد بيضربنى وخايفة وبتترعش.
المهم نزلتها غرفة حسب تعليمات الدكتور مدير العناية، وقال ان فاضل يومين ونتيجة تحليل المزارع تطلع، وطبعا هروها محاليل، ومن ضمنها محلول جلوكوز اللى خلى السكر يضرب عندها وهى أصلا مريضة سكر كمان وحقن وحاجات خلت ايدها زرقا ودم محبوس فيها بشكل يقطع القلب، غير انهم فضلوا حاطين القسطرة علشان حبايبى التمريض ميتعبوش في الCare  بتاعها، والمهم واحنا قاعدين معاها لقيت واحد ممرض الساعة 4 ص بيقولى يلا ميعاد الكير انا بجهز الحاجة وجاى، قولتله فين البنات بتوع التمريض .. قالى ما ان اللى حعمل ال Care، فمحستتش بنفسى الا وانا عمالة ازعق ...care ايه اللى بيعمله واحد لواحدة .. ازاى كده وفى بنات تمريض .. الهى امك او اختك او مراتك هما اللى يبقوا بدل ماما ويجى واحد نطع زى حضرتك تتكشف عليه.
فاكتشفت انهم في العناية فعلا كان في رجالة هما اللى بيعملوا ال Care لوالدتى وانهم ربطوها وادوها مهدىء ودخلوا خرطوم في مناخيرها علشان يرحيوا دماغهمم منها كمان في الاكل، وده اللى كان مخيلها تصرخ بطريقة هيستيرية كده.
غير انها فضلت في الغرفة متبهدلة في قسطرة ومحاليل وابر ملهاش لازمة، وكل ما اكلم دكتور يقولى علشان هي مش بتاكل، طيب تاكل ازاى وانتوا بهدلتوها كده، طيب نشيل القسطرة علشان متزودتش التهاب وتبهدلها اكتر، كان ردهم القسطرة دى بتتشال على باب المستشفى، ولقيتها كمان مش بتقف.. يقوليلى حنعملها جلسة علاج طبيعى، وفعلا بعتوا واحد ولما قعدت تصرخ علشان خايفة منه قعد 5 دقايق ولقيت في الحساب محاسبة على جلسة علاج طبيعى كامل، المهم بدون تفاصيل كتير لقيتنى بتحاسب حساب الملكين وبدل ما انا داخلة بامى عندها حاجة واحدة، لقيتنى مستلماها عندها حاجات كتير اوى انا مش عارفة حعلاجها منها ازاى.

المشكلة بقي مش في الفلوس ولا الرعاية الطبية اللى اقل حاجة يتقال عليها انها سيئة، المشكلة احساسك انك بتتهان بفلوسك من شوية بنى ادمين محسوبين على الدنيا دكاترة، وهما عديمى الرحمة والإنسانية ومش اكتر من تجار، وللأسف التجارة بقت بارواح الناس وحياتهم واستنزاف نفسى ومادى.

وفى الاخر دول ملايكة الرحمة وجيش ابيض واحنا لازم نسقفله، حسبى الله ونعم الوكيل في الأشكال الضالة عديمة الإنسانية متبلدة المشاعر، وان شاء الله يشوفوا اللى بيعملوه في الناس في أهلهم وذوييهم ويتحرق قلبهم عليهم زى ما بيعملوا في الناس.

تحياتى
أ/ هند مراد






                                                          

No comments:

ليه الظالم عايش حياته وأنا بتعذب

  اليوم المائة وواحد وسبعون ليه الظالم عايش حياته وأنا بتعذب   مجرد إني بتكلم فى موضوع الظلم والظالم بحس بجد بغيظ جامد اوى وإني مخنوقة جدا و...