اليوم المائة والثامن وستون
شبع بعد جوع
بيلفت نظرى كتير وانا بشوف انسان بسيط اوى بيعطف على حيوان في الشارع بلقمة
او حبة لبن او حتى بيطبط عليه، بشوف في المنظر ده الرحمة بكامل معانيها، ازاى
انسان بسيط من برة في مظهره ...انما بعطفه وحنانه هو حاجة كبيرة اوى، حاجة رحيمة
... حالة إنسانية غريبة بتخليك تفوق للحظة وتقول سبحان الله على الرغم من بساطته
انما ربنا اختاره وخصه هو بالذات علشان يكون قلبه رحيم كده، وبتبقى عايز تطير بيه ومش
عارف تعمله ايه علشان ترضيه، ده لانك كمان فيك شوية رحمة في قلبك، لكن جحود القلب
والمشاعر ده مرض لعين بيصيب ناس كتير وهما في غفلة، وسبحان الله بتلاقى الرحمة دى
موجودة في قلوب الناس البسيطة دى كتير ويمكن اكتر من انسان بيلمع من برة وربنا
مديله من نعمه المادية والجسدية، انما حارمه من احسن نعمة ممكن انسان يحس بيها وهى
الرحمة والاحساس.
وعلشان تعرف اصل الناس ومعدنها كويس، شوفهم وهما بيتعاملوا في مواقف بتطلب
فيها الرحمة، حتلاقى سواد وحقد رغم ان نعم ربنا في كل حاجة حواليهم، بس للأسف الناس
دى خالية من الحمد والثناء على النعم دى، وهما دول اللى انا حابة أتكلم عليهم
النهاردة الناس الشبع بعد جوع، دول ناس كانت في يوم من الأيام بسيطة ولسبب ما
يعلمه رب العالمين أصبحت الناس دى في منصب أو ذو سلطة معينة او حتى ربنا زادهم من
فضله، فاتغير حالهم وتحولوا من ناس بسيطة وعادية إلى ناس بفضل الله تعالى ذو مركز
مادى كويس.
بتلاقى بقى الناس دى، وافتكروا ان مش بعمم الكلام على كل الناس البسيطة
اللى تحولت، انما بخص الناس الشبع بعد جوع، بتلاقوهم سبحان الله مش راضيين عن
حالهم ابدا والطمع والجشع ملا قلوبهم ومهما ربنا زادهم عايزين تانى، لدرجة انهم
ممكن يعملوا اى حاجة وبدل ما يكون معاهم مليون يبقوا عشرة والعشرة يبقوا ماية
وهكذا، والغريبة ان الناس دى مع الوقت قلبهم بيجمد وليعاذ بالله وبيفقدوا الرحمة
من قلوبهم، ده غير إن الجشع والحقد اللى بيتولد في قلوبهم المريضة وخاصة للناس
البسيطة الغلبانة اللى طول الوقت فاكرينهم بيصولهم ولا ناقمين على عيشتهم، ولو
فتحنا قلوب الاتنين حتلاقى السواد بيشع من قلوب الناس الجعانة المعفنة والناس
البسيطة حتلاقى الخير في قلوبهم ليهم ولغيرهم.
ولو حطيت حد بسيط عنده رحمة مع واحد جعان وحقودى في موقف محتاج عطاء،
حتلاقى الإنسان البسيط عنده قدرة على العطاء وبدون مقابل على الانسان الجعان اللى
اتعود يلم ويكش وياخد ميديش.
وعلشان كده نصيحتى لاى انسان في قلبه حبة رحمة وإنسانية إنه يبعد عن الناس
اللى شبعت بعد ما جاعت لانها حتستهلك كل حاجة فيك ...طاقتك ووقتك وفلوسك وصحتك وكل
حاجة صدقونى، وحتى من أقوال أمير المؤمنين علي بن ابى طالب (عليه
السلام)، كما يستشهدون أيضاً بقولٍ آخر ينسبونه إليه (عليه السلام) لا يبعد عن
الأول من حيث المعنى:"اطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها
باق، ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الشح فيها باق" .....“لا تُعاشِر نفساً شبعت بعد جوع فإن الخير فيها دخيل ، وعاشر
نفساً جاعت بعد شبع فإن الخير فيها أصيل .” ، مُسقطين
المعنى على بعض المصاديق التي لم ترُق افعالها لهم، لاسيما أولئك الذين عاثوا
بالأرض فساداً من الحكام والمسؤولين الفاسدين والمتسترين عل الفساد.
وافتكروا دايما بجد ان الغنى غنى النفس مش غنى المال، وان ربنا
حيحاسبنا على افعالنا وتصرفاتنا مش على حسابتنا في البنوك ولا احنا قدرنا نكوش على
اد إيه وجينا على مين علشان نعمل كده، وجرحنا كام واحد في طريقنا، واوعى تبقى من
اللى هدهم الشبع أكتر مما اّذاهم الجوع.
تحياتى
أ/ هند مراد
No comments:
Post a Comment