مشاعر و خواطر مجنونة

Ads

Tuesday, April 22, 2025

ليه الظالم عايش حياته وأنا بتعذب

 اليوم المائة وواحد وسبعون
ليه الظالم عايش حياته وأنا بتعذب 


 مجرد إني بتكلم فى موضوع الظلم والظالم بحس بجد بغيظ جامد اوى وإني مخنوقة جدا ونفسي ما اشوفش حد مظلوم أبدا، بس اللى بيصبرني دايما النهايات مش البدايات، بس علشان توصل لدرجة من الإيمان أن دايما الحق هو اللى حينتصر، رغم أن كل اللى حواليك وحتى الظالم نفسه لما بتشوفه وتشوف إن حياته أحسن من اللى اتظلم، دا موضوع مش سهل خالص صدقنى وخاصة إذا كنت أنت المظلوم، بتشوف نفسك وحد ظالمك وسارق حقك، أنت تحت وهو فوق، أنت تعيس مقهور محبوس فى علبة وأفكار بتقتل فيك كل ثانية وكل نفس بتاخده كأنك سامعه ونفسك يروح ويتلاشى وتروح أنت كمان معاه، إحساس بخنقة عمر ما حيعرفه إلا اللى اتظلم، عايز تصرخ صرخة يسمعها العالم كله، بس تفتكر لو صرخت حد حيبصلك أصلا.

 وإحساس أسوأ انك شايف اللى ظلمك فوق على الوش عايم فى بحر الهنا والسعادة وبيغرف منهم غرف، طاير ومحلق فى أعلى سما وأنت تحت فى أعمق جزء فى الأرض، بس صدقنى البحر اللى هو فيه بحر غدار ... بحر كداب ... بحر وهم بيخليه يطلع لفوق وفجأة بينزل فى القاع، ومش بس بينزل دا حيلاقي اللى حيقطع فيه وينهش فى لحمه زى ما عمل معاك بالضبط.

تعرف انت محتاج إيه وقت ما تتظلم علشان ترتاح، محتاج تكون مؤمن فعلا بوجود ربنا، مش كلام وبس، ولا صلاة وبس، لأ... تكون فعلا جواك إيمان بوجوده ... تحس بكلامه ... تفهم قرآنه كويس.. مش تردده وأنت مش مؤمن بيه، لما توصل لدرجة الإيمان دي مش مطلوب منك وقتها حاجة، غير انك تجيب كرسي وكوباية قهوتك وتتفرج على اللى ظلمك.

ما هو كلام ربنا موجود علشان نطمن بيه، أوعى تكون بتصلي وتصوم كدا وخلاص، إيمانك لو ضعف صدقني يبقى ملوش لازمة أى حاجة تعملها بتكون حركات وبس مش صلاة بتقرب بيها للى خلقك، بشوف كتير ناس لو حد اتظلم فى شغله واداس عليه، كل اللى حواليه يفضلوا استحمل واتذل اكتر وهين نفسك وكلمة هو حد لاقي شغل زى اللبانة، بس هو ليه كدا... مش أنا وأنت وكلنا عارفين أن الرزق بايد ربنا، ولو فضلت تقنع فيهم، يا جماعة أنا كدا معنديش إيمان وتفمهم وهما ولا حياة لمن تنادي.

وقتها اسمع لايمانك وعقيدتك وأكيد طول ما أنت المظلوم، صدقنى حتنتصر ولو بعد حين، وباب اتقفل حيتفتح معاه الف باب ليك، بس انت آمن... آمن بيه وحده، لأن ربنا وحده هو اللى بيقسم الأرزاق، وحتلف الدنيا وتشوف اللى ظلمك وكان فوق بينزل للقاع، كتير شوفنا أصحاب شركات وهما بيتذلوا ويمكن بيتسجنوا، علشان كانوا بيفتروا على ناس شايللهم الشغل، وناس تانية مبيعملوش حاجة غير ياسفنوا فيهم ويظلموهم وأصحاب الشغل مصدقين وعارفين ان بيظلموا ناس، بس اعتقاد أن مصلحتهم فوق الكل خلتهم يفتروا ويفتروا ويكبروا بحجم وهمي، وبعدين يغطسوا لقاع القاع. 
فى النهاية يا عزيزي اللى عايزة أقوله لك، مهما كبر الظالم مسيره حيرجع لحجمه الأصلي، بس انت اصبر وخلى إيمانك بربنا كبير.

 تحياتي 

هند مراد 

Wednesday, June 1, 2022

فى بيتنا مريض زهايمر

اليوم المائة وسبعون

فى بيتنا مريض زهايمر 


 يمكن يكون أغلبنا مع اللى بيحصل حوالينا من حرب بين روسيا وأوكرانيا واللى بطبيعة الحال أدى إلى تأثر دول كتير إقتصاديا وارتفاع أسعار هستيري، وطبعا ارتفاع أسعار يعنى تمشى فى الشارع عادى وتلاقى ناس بتكلم نفسها عادى جدا، غير وباء بقاله اكتر من سنتين مش راضى يمشى ووباء جاى فى السكة (جدرى القرود) ولا ميجيش .. براحته بقى، ما احنا خلاص اتعودنا .  وما بين كل دا بتحاول وتعافر علشان تسرق حتى لحظات ممكن تفرح فيها، لأن وسط كل الغلاء دا اكيد اكيد ضحكتنا حتبقى غالية اوى وصعبة، بس فى الحقيقة كل دا مش اصعب من إن يكون فى بيتك مريض زهايمر.  

اخر معرفتى بمرض الزهايمر قبل ما اعيشه، مشاهد لطيفة وكوميدية فى بعض الأفلام أو المسلسلات لحد ناسى شوية حاجات ومش عارف يعبر عن احساسيه فبتطلع منه مواقف كوميديه وكلمات ظريفة تضحك اى حد جنبه، ولكن ومع جزيل الاسف مش دا اللي بيعيشه مريض الزهايمر ولا الناس اللى حواليه، الموضوع اكبر  واعقد واصعب من كدا بكتير.  الموضوع إن بيكون في بيت واحد فيه حامل المرض وباقى الناس اللى حواليه عايشين حياة جحيمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى قاسي، حياة منعدمة وخاصة إذا كان الشخص دا بيحمل ليهم معزة وحب وتقدير.  

باختصار علشان نفهم المرض، هو أن مخ المريض بيتآكل مع الوقت، وعلى مراحل مختلفة من المرض ممكن تعدى على المريض بسرعة أو يمر المريض بها خلال فترة زمنية طويلة، وبتختلف أعراضه من مريض للتانى، يعنى ممكن تلاقى مريض زهايمر بيتحرك ويتكلم عادى بس مش فاكر الأحداث الجديدة وفاكر كويس جداً الأحداث القديمة فى حياته، ومريض تانى بيصرخ وبيجرى وبيضرب اى حد يحاول يكلمه او يساعده فى اى شىء، وممكن تلاقى مريض تانى ساكت ومش بيتكلم وسرحان طول الوقت، مريض اخر ممكن يكون عارف كل حاجة بس مش عارف بيتهم، واحد تانى طريح الفراش ومش بيتحرك حتى، وانواع تانية كتير انا بس بحاول اختصر عليك واقولك مريض الزهايمر مش شخص بيضحك بالعكس دا شخص ممكن معاشرتك ليه تخلى قلبك ينزف حرقة عليه فى اليوم آلاف المرات.  ناهيك بقى إذا كان الشخص اللى ربنا اختاره بالمرض دا كان قبل مرضه حد خدوم، طيب القلب والعطاء يجرى فى شرايينه كما يجرى الدم بها، كان يلتف حوله الكثير والكثير من الناس، اللى عايز مصلحة، اللى عايزة استشارة، اللى عايز اى حاجة كان أول شخص يجي فى دماغ الشخص اللى محتاج حاجة هو الشخص المريض دا، وكان طبعا بيخدم الناس بحب وحنان وبمنتهى السماحة اللى خلقها ربنا. وفجأة وبدون اى مقدمات وعند المرض بنعرف كلنا الحلو من الوحش، علشان نعرف أن الوحش كتييييييييير اوى والحلو قليل جدا او يمكن مفيش أصلا " إلا من رحم ربى طبعا".

الناس اتحولت فجأة واعتذرات كتير علشان حتى يجيوا يبصوا فى وش مريض الزهايمر، أصله بيصعب عليا اشوفه/ اشوفها كدا.. اصل احنا كبرنا ومينفعش نساعدكم... اصل عندنا اللى مكفينا ومش حنعرف نكون جنبكم فى المحنة دى.. اصل هوا / هى زى الفل ومش تعبانين أصلا .. اصل لما بنشوفه مبيعرفناش.. أصله عصبى.. أصله ساكت وهادى ... اى كلام ... المهم نقطع أى صلة بينا وبين مريض الزهايمر أو المرافقين أو المرافق له، بس احنا بندعي لكم متقلقوش. 

وعن احساس المرافق لمريض الزهايمر " اللى بيضحك دايما فى الأفلام دا"، دا بقى اكتر شخص بيشوف العذاب كله، انت متخيل أن فيه شخص بحجم إنسان طبيعى مش بيبى يعنى معتمد على حضرتك فى كل حاجة، لأ زود على كدا إن الشخص دا للاسف مش بيتطور فى مهاراته العقلية والفكرية زى الطفل، إنما للأسف أنه كل ما الوقت بيمر عليه بيتأخر وحالته بتسوء اكتر واكتر، متخيل بقى أن انت لازم تساعده فى لبسه واكله وشربه واستحمامه وعنايته الشخصية وحتى استخدامه للحمام و أى حاجة انت ممكن تعملها لنفسك انت بتعملها ليه ... متخيل انت محتاج مجهود بدني وعقلى اد ايه؟؟ طيب انت متخيل انك بعد كل دا انك متنامش حتى أو تفرد جسمك ساعة... اه والله زى ما بقولك كدا، لأن فى معظم حالات الزهايمر .. المريض بيكون فى حالة يقظة ليلية لانه بيخاف من الظلام أو من النوم حتى لو انت جنبه وبتطمنه طول الوقت، ممكن يفضل يصرخ زى الاطفال طول الليل ويضرب فيك لانه خايف.. متخيل حجم التعب، ومطالب منك انك تعيش حياة طبيعية وتروح شغلك مثلا وتتعامل مع كافة الضغوط اللى بتواجهها فى شغلك وللاسف محدش حيتفهم انت عايش فى ايه، وتلاقى اللى حواليك فى شغلك لو انت ربنا كارمك رغم ظروفك دى ومخلص فى شغلك وناجح شويتين، حتلاقيهم نازلين فيك اسفنة وزحلايق وعمالين يحطوا عليك على الرغم أنهم ممكن يكونوا عارفين الظروف والوضع اللى انت فيه، بس حتقول ايه، إذا كان الناس القريبة بعدوا واتخلوا عنك.. الناس الغرباء حيحسوا بيك يعنى!!!!   بس سبحان الله ورغم كل اللى انت بتشوفه دا، بيكون فى احساس بالرضا جواك ربنا بيحطوا فيك، رضا بقضاء الله وقدره، رضا أن ربنا اختارك انت دون عن البشر كلهم لاختبار وظروف صعبة زى دى، رضا أن كل إلى حواليك باعوك بس ربنا جنبك وحواليك طول الوقت، رضا انك بترضى شخص خدمك طول عمره وجاه دورك انك تخدمه وانك طبعا ترضى ربنا بخدمتك ليه، رضا أن عندك يقين أن مع العسر يسرا، رضا انك تكون شايف الجنة إن شاء الله واللى انت ساعدته بياخدك ليها ويقولك انت كنت فاكرنى وأنا ناسيك .. كنت جنبى لما كل الناس بعدت عنى، كنت عارفنى وانا مش عارفك، كنت بتحاول تبسطنى وتضحكنى وانت بتبكى من جواك دم مش دموع، كنت بتحاول تريحنى وانت اكتر حد تعبان، كنت بتعالجنى وانت لو تعبت ... تعبك دا مش من حقك علشان حتقع ومحدش حياخد بايدك ولا ايدى، كنت بتساعدنى انى اعيش وانت بتموت كل ثانية علشانى، كنت كل حواسى وانت محدش حاسس بيك غير اللى خلقك، دلوقتى حان الوقت انك ترتاح وتبقى جنبى فى حتة من جنتى باذن المولى تعالى.  وفى النهاية  لو انت / انتى فى الإختبار دا اعرف أن "فى بيتنا مريض زهايمر، فى بيتنا رزق وخير من ربنا".

    تحياتى

 ا. هند مراد      

Monday, September 21, 2020

انت مش راجل


 

اليوم المائة والتاسع وستون

انت مش راجل

 

في يوم شتا وعصف وبرق ورعد، كان مطلوب منى في الشغل انى اسافر القاهرة وكان معايا كام واحد من زمايلى الأعزاء، المهم وصلت وكانت في ايدى شنطة تقيلة نوعا ما، لان كان معايا اللاب توب واوراق وشوية حاجات لزوم السفر، المهم وصلت قبل زمايلى الافاضل الرجالة طبعا وقعدت على محطة القطر، واستوقفنى مشهد غريب جدا عبارة عن مجموعة من الستات الريفيات الأصلاء نازلين من القطر وبيحملوا بعض فوق راسهم شلت مليانة خضار وبيض وجبنة قريش وبينطوا بين رصفان القطر وبيساعدوا بعض لحد ما كل واحدة تتاكد انها اخدت حاجتها، المنظر ده فرحنى اوى من جوايا وحسيت ان كل واحدة من دول بمليون راجل مخليها تعمل كده.

وجه فى دماغى اللى مبتبطلش تفكير وتامل، هو لو انا راجل بجد ممكن اسيب مراتى تتبهدل كده علشان تساعدنى في البيت، ولا انا كده مبقاش راجل وابقى نطع مثلا، اكيد الراجل اللى يخلى مراته تصحى الساعة 5 الصبح وتسافر بلد تانى كل يوم وكم البهدلة اللى بتقابلها والشقى علشان تساعده في البيت، ده بجد نطع مش راجل.

المهم زمايلى الافاضل وصلوا يدوب على ميعاد القطر، وجابوا لنفسهم فطار من غيرما يسالونى على الرغم انى كنت البنت الوحيدة فيهم، مش مشكلة برده اليوم لسة حلو وجميل وانا كده كده مبفطرش قبل ما اشرب النسكافيه، وفعلا طلبت النسكافيه بتاعى، ووصلنا المحطة لقيت زمايلى حبايبى علشان يبينوا انهم بيوفروا للشركة اللى احنا فيها بيقولى حنعدى من رمسيس ونركب من الناحية التانية، قولتلهم ازاى كده، على فكرة في بنت معاكم انا مش ولد، المهم قلت لا مش حعدى وطلبنا اوبر ولقيت واحد فيهم راح زاققنى وركب جنب السواق وانا المفروض اتزنق مع الاتنين التانيين ورا، اد ايه حبايبى زمايلى كلهم نخوة ورجولة، المهم وصلنا وقررت انى عمرى ما حركب قطر في مامورية تانى تبع الشغل وانى حسافر في ليموزين معززة مكرمة من بيتنا زى ما بعمل لما بطلع القاهرة لمشوار شخصى، وانا ابهدل نفسى ليه كده مع شوية ناس امورة ونطوعة في نفسها كده.

بعدين بقى وفى مكان تانى في شغل برده ..استوقفنى برده شخصيات لذوذة حبايب قلبى، البنات بترتب لمؤتمر ومعاهم ولاد طبعا، فالمنظر اللى شفته غريب جدا بالنسبة لى، البنات بتشيل كراسى وطرابيزات  وحاجات تقيلة وتطلع فوق وتحت وحبايبى الولاد واقفين يتفرجوا وخايفين على ضهرهم يتعب ولا متعرفش هما حوامل وخايفين يسقطوا ولا ايه، و بعدين اتطلبت Materials  من مكان بعيد شوية عن مكان تحضير المؤتمر فالبنات مشيوا وراحوا يجيبوا ال Materials  عادى جدا، بينما رد الولاد الدنيا شمس وجلدنا حيتحرق.. اه والله العظيم ده اللى حصل، وبعدين مرة كنا بتكلم عن ازمة كورونا واللى حاصل فينا وازاى الكحول مبهدل أيدينا وهاريلنا جلدنا وشاويه، يروح واحد جميل يرد يقول هاتوا من الهاند جل اللى بيكون فيه جلسرين علشان ايديكم متبوظش ومتلتهبش .. اصل انا بعمل كده.. حبيبى والله صعبت عليا.

ولا مرة واحدة صاحبتنا بعد ما خرجنا كلنا في مكان، وبعد ما كمل الناس النطوعة روحوا فضلت واقفة في حتة شعبية لوحدها علشان تركب اوبر تروح وفضلت تتعاكس في الشارع لان مفيش حد من حبايبنا اللى كانوا معانا عرض يقف معاها لحد ما تركب، ناس جميلة وطيبين اوى يا خال.

ومواقف كتير وكتير لو حفضل احكى مش حنخلص عن ازاى الرجولة بقت بعافية، بس حابة أقول كلمتين من قلبى ومن مواقف كتير شفتها أو حصلت معايا انا شخصيا.. انت مش راجل لما تسيب مراتك تشتغل وتتبهدل برة وجوة علشان تساعدك في مصروف البيت وانت منزه نفسك وعايشها بالطول وبالعرض، انت مش راجل لما ترمى على زميلتك الشغل ولما تيجى تترقى علشان تعبها ومجهودها تغيير منها، انت مش راجل لما تبقى قاعد في مواصلة عامة وشايف واحد كبير او واحدة كبيرة واقفين وانت مطنش، انت مش راجل لما تضغط عل امك وتحملها فوق طاقتها علشان تجيبلك الموبيل ولا الكوتشى اللى انت عايزه لزوم الفشخرة علشان انت شحط وبصحتك وتقدر تشتغل وتساعدها، انت مش راجل لما تسيب ابوك مرمى في مستشفى ولا امك ومتبصش في وشه بحجة ان عندك مشغلويات ومش فاضى، انت مش راجل لما تتكلم على واحدة متعرفش عنها حاجة علشان تبين نفسك مهم وانت ولا تسوى، انت مش راجل علشان تسيب مراتك وولادك وتدور تتسرمح مع شوية صيع بحجة انك زهقان من المسؤولية، انت مش راجل لما تخلى واحدة تصرف عليك وتكسيك وتاكلك وتعولك بحجة انك حتتجوزها، انت مش راجل لما تسيب اخواتك البنات يتحملوا مسؤولية بيت وعيلة وانت مقضيها يمين وشمال، انت مش راجل لما تصرف على كيفك ومزاجك من فلوس واحدة شقيانة وطالع روحها علشان تعولك انت وولادك، انت مش راجل لما تعرف واحدة شمال على مراتك وتصرف اللى وراك واللى قدامك عليها وتستخسر في بيتك رغيف العيش، انت مش راجل لما تستغل قوتك الجسدية اللى ربنا اديهالك علشان تستقوى بيها على واحدة ست ضعيفة لا حول لها ولاقوة.

 

عزيزى الراجل اللى بالمواصفات دى ... صارح نفسك وخليك عارف.. انت مش راجل... انت نـــطــــع وبالبنط العريض كمان بصوت حسين الجسمى.

 

تحياتى

أ/ هند مراد

Sunday, September 20, 2020


 

اليوم المائة والثامن وستون

شبع بعد جوع

 

بيلفت نظرى كتير وانا بشوف انسان بسيط اوى بيعطف على حيوان في الشارع بلقمة او حبة لبن او حتى بيطبط عليه، بشوف في المنظر ده الرحمة بكامل معانيها، ازاى انسان بسيط من برة في مظهره ...انما بعطفه وحنانه هو حاجة كبيرة اوى، حاجة رحيمة ... حالة إنسانية غريبة بتخليك تفوق للحظة وتقول سبحان الله على الرغم من بساطته انما ربنا اختاره وخصه هو بالذات علشان يكون قلبه رحيم كده، وبتبقى عايز تطير بيه ومش عارف تعمله ايه علشان ترضيه، ده لانك كمان فيك شوية رحمة في قلبك، لكن جحود القلب والمشاعر ده مرض لعين بيصيب ناس كتير وهما في غفلة، وسبحان الله بتلاقى الرحمة دى موجودة في قلوب الناس البسيطة دى كتير ويمكن اكتر من انسان بيلمع من برة وربنا مديله من نعمه المادية والجسدية، انما حارمه من احسن نعمة ممكن انسان يحس بيها وهى الرحمة والاحساس.

وعلشان تعرف اصل الناس ومعدنها كويس، شوفهم وهما بيتعاملوا في مواقف بتطلب فيها الرحمة، حتلاقى سواد وحقد رغم ان نعم ربنا في كل حاجة حواليهم، بس للأسف الناس دى خالية من الحمد والثناء على النعم دى، وهما دول اللى انا حابة أتكلم عليهم النهاردة الناس الشبع بعد جوع، دول ناس كانت في يوم من الأيام بسيطة ولسبب ما يعلمه رب العالمين أصبحت الناس دى في منصب أو ذو سلطة معينة او حتى ربنا زادهم من فضله، فاتغير حالهم وتحولوا من ناس بسيطة وعادية إلى ناس بفضل الله تعالى ذو مركز مادى كويس.

بتلاقى بقى الناس دى، وافتكروا ان مش بعمم الكلام على كل الناس البسيطة اللى تحولت، انما بخص الناس الشبع بعد جوع، بتلاقوهم سبحان الله مش راضيين عن حالهم ابدا والطمع والجشع ملا قلوبهم ومهما ربنا زادهم عايزين تانى، لدرجة انهم ممكن يعملوا اى حاجة وبدل ما يكون معاهم مليون يبقوا عشرة والعشرة يبقوا ماية وهكذا، والغريبة ان الناس دى مع الوقت قلبهم بيجمد وليعاذ بالله وبيفقدوا الرحمة من قلوبهم، ده غير إن الجشع والحقد اللى بيتولد في قلوبهم المريضة وخاصة للناس البسيطة الغلبانة اللى طول الوقت فاكرينهم بيصولهم ولا ناقمين على عيشتهم، ولو فتحنا قلوب الاتنين حتلاقى السواد بيشع من قلوب الناس الجعانة المعفنة والناس البسيطة حتلاقى الخير في قلوبهم ليهم ولغيرهم.

ولو حطيت حد بسيط عنده رحمة مع واحد جعان وحقودى في موقف محتاج عطاء، حتلاقى الإنسان البسيط عنده قدرة على العطاء وبدون مقابل على الانسان الجعان اللى اتعود يلم ويكش وياخد ميديش.

وعلشان كده نصيحتى لاى انسان في قلبه حبة رحمة وإنسانية إنه يبعد عن الناس اللى شبعت بعد ما جاعت لانها حتستهلك كل حاجة فيك ...طاقتك ووقتك وفلوسك وصحتك وكل حاجة صدقونى، وحتى من أقوال أمير المؤمنين علي بن ابى طالب (عليه السلام)، كما يستشهدون أيضاً بقولٍ آخر ينسبونه إليه (عليه السلام) لا يبعد عن الأول من حيث المعنى:"اطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها باق، ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الشح فيها باق" .....“لا تُعاشِر نفساً شبعت بعد جوع فإن الخير فيها دخيل ، وعاشر نفساً جاعت بعد شبع فإن الخير فيها أصيل .” ، مُسقطين المعنى على بعض المصاديق التي لم ترُق افعالها لهم، لاسيما أولئك الذين عاثوا بالأرض فساداً من الحكام والمسؤولين الفاسدين والمتسترين عل الفساد.

وافتكروا دايما بجد ان الغنى غنى النفس مش غنى المال، وان ربنا حيحاسبنا على افعالنا وتصرفاتنا مش على حسابتنا في البنوك ولا احنا قدرنا نكوش على اد إيه وجينا على مين علشان نعمل كده، وجرحنا كام واحد في طريقنا، واوعى تبقى من اللى هدهم الشبع أكتر مما اّذاهم الجوع.

تحياتى

أ/ هند مراد

Wednesday, September 16, 2020


 اليوم المائة والسابع وستون

يوميات مواطنة فى العناية المركزة

زى أي مواطن في العالم ربنا خلقه سليم، فطبيعى انك او حد يخصك يتعب يوم ويحتاج دكتور يشوفه او يروح مستشفى، بس الموضوع هنا مختلف تماما وفى ظل ظروف كورونا الجميلة اللى كلنا بنعيشها، فجيش مصر الأبيض ربنا يكرمهم ويديهم زى اللى بيعملوه مع الناس بالضبط مش اكتر ولا اقل، كانوا متعاونيين لدرجة انك كل ما تكلم دكتور حتى لو كان دكتور خريج بينفر يجيلك البيت يشوف حالة واحد ممكن يكون محتاج للرعاية الطبية، وكانها لبانة في بوقهم يا أستاذة احنا في كورونا ممكن نخلى الكشف اون لاين بس ضعف الفيزيتا، انا بقى مش مستوعبة اون لاين ازاى يا عم الحاج هو حضرتك في حاجات بتنفع اون لاين زى لو بتشترى منتج معين او لو بتقدم خدمة تعليمية او ينفع في المجال الطبي مع حالات المرض النفسى الغير مزمن يعنى استشارة طبية على خفيف كده، انما واحد بيموت قدامك حتكشف عليه اون لاين إزاى، بس لو ربنا كرمك وحد منهم عبرك وجالك، مبدئيا كده ميعجبوش انك بتديله يلبس Shoe Cover  أو Sanitizer أو اى حاجة لها علاقة بتعقيمه مع ان سبحان الله بيكون جاى من الشارع أو لامس حاجات ممكن تكون مصدر عدوى وخاصة في حالة ان الدكتور ده حيتعامل مع مريض مسن وعنده امراض مزمنة.

والمفروض إن الحالة هي اللى تقلق من الدكتور اللى هو المفروض بيستقبل في عيادته ناس كتير، بس ما علينا، فالموضوع ببساطة وبعد المقدمة دى ان والدتى تعبت ومكنتش عارفة توضح مصدر الألم منين، او مش عارفة تعبر عنه صح لانها مريضة زهايمر، فانا كطبيعة حالى بخاف وبقلق فاتواصلت مع كل دكتور كان بيتابع معها زى الباطنة، مخ وأعصاب، مسالك بولية، كلى، مفاصل، وبعد عذاب اكتر من 3 أيام قدرت اقنع ناس تيجى البيت والحمد لله كل واحد منهم براى وحالة ماما عمالة تتدهور اكتر واكتر.
لحد مافى يوم بعد كل الزيارات الكتير لقيتها بتعرق وجسمها بيجيب ماية كتير فطلبت الإسعاف من غير ما افكر واتنقلت بيها على مستشفى خاص كبيرة بدون ذكر أسماء، فضلت في الطوارىء لمدة اكتر من ساعتين علشان يعملولها رسم قلب وانا حسيت ان ضغطها واطى فطلبت تعلق محلول وفعلا عملوا كده بعد ساعة، بعدين قالولى انها كويسة واقدر اروح بيها، قلتلهم طيب مش محتاجة اعمل اى تحاليل او اشعة لانى كنت عاملالها مع نفسى تحليلات شاملة بس قبل أسبوع من زيارة المستشفى ولما شافوها قالوا دى مفيهاش حاجة، قلتلهم طيب ممكن نعيدها يمكن في حاجة جديدة ظهرت، برده مصرين لا حضرتك روحى بيها.

وفعلا روحت وانا مش مرتاحة، وتانى يوم لقيتها فجأة وبعد ما كانت متلجة، لقيتها سخنة نار ووشها أحمر وودانها بطريقة غير عادية، مستنتش وطلبت الإسعاف وكلمت دكتور بتاعها ونصحنى أوديها مستشفى معينة وقالى الحالة مش اكتر من يومين وهما حيضبطوها وحياخدو مبلغ صغير وحتبقى زى الفل علشان هما ناس تقيين وبتوع ربنا، اتفاجئت بقى انى اول ما وصلت تم عزلها في غرفة لانهم شكوا في كورونا على الرغم ان كان معايا 2 دكاترة في عربية الإسعاف وفهمتهم التطورات اللى حصلت لها من امبارح، المهم استنيننا شوية وطلعوها على دور االى فيه الاشعة وعملت اشعة على المخ، البطن، الصدر علشان يتاكدوا انها مش كورونا، وكانوا شاكيين انها ممكن تكون جلطة في المخ او التهاب سحائى او التهاب جامد في الكلى، والحمد لله الاشعة مطلعش فيها اى حاجة من دى، فلقيتهم نقلوها على العناية من غير ما يستأذنوني و سحبوا منها تحليلات مزارع وادهوها مهدىء جامد برده من غير ما ياخدوا اذنى و ربطوها على الرغم انى مفهمهام وانا في الإسعاف انها مريضة زهايمر وبتخاف من اى حد غيرنا.
فضلت ملطوعة في الشارع لحد الساعة 2 الصبح وهما يقوليلى الحالة مستقرة ومفيش حاجة، طيب اشوفها ... لا مينفعش ... طيب أتكلم مع دكتور من العناية ... حاضر كمان ساعة، وساعة بتجر ساعة ولا انا عارفة هي في العناية ليه ولاعندها ايه ولا هما عاملين فيها ايه.

واتفاجئت تانى يوم في الزيارة ان ماما مربوطة في السرير وفاقدة الوعى تماما، وتصحى تصرخ صريخ هيستسرى وتنام تانى، ومحدش راضى يفهمنى هي عندها ايه وتطور الحالة ايه، طلبت تقرير طبى، طلع تقرير مضحك جدا ان المريضة في العناية وتحتاج وجودها هناك، طيب فيها ايه.. ولا حد بيعبرنى، وفضلت في الشارع من الساعة 2 إلى الساعة 11 مساء علشان اقابل حد، بعدين فين وفين خلونى اقابل دكتور صغير في العناية وبرده بيتوه في الكلام ومش فاهمة تشخيص ماما إيه وماما شبه المغمى عليها ولو صحت تصرخ وتقولى في واحد بيضربنى وخايفة وبتترعش.
المهم نزلتها غرفة حسب تعليمات الدكتور مدير العناية، وقال ان فاضل يومين ونتيجة تحليل المزارع تطلع، وطبعا هروها محاليل، ومن ضمنها محلول جلوكوز اللى خلى السكر يضرب عندها وهى أصلا مريضة سكر كمان وحقن وحاجات خلت ايدها زرقا ودم محبوس فيها بشكل يقطع القلب، غير انهم فضلوا حاطين القسطرة علشان حبايبى التمريض ميتعبوش في الCare  بتاعها، والمهم واحنا قاعدين معاها لقيت واحد ممرض الساعة 4 ص بيقولى يلا ميعاد الكير انا بجهز الحاجة وجاى، قولتله فين البنات بتوع التمريض .. قالى ما ان اللى حعمل ال Care، فمحستتش بنفسى الا وانا عمالة ازعق ...care ايه اللى بيعمله واحد لواحدة .. ازاى كده وفى بنات تمريض .. الهى امك او اختك او مراتك هما اللى يبقوا بدل ماما ويجى واحد نطع زى حضرتك تتكشف عليه.
فاكتشفت انهم في العناية فعلا كان في رجالة هما اللى بيعملوا ال Care لوالدتى وانهم ربطوها وادوها مهدىء ودخلوا خرطوم في مناخيرها علشان يرحيوا دماغهمم منها كمان في الاكل، وده اللى كان مخيلها تصرخ بطريقة هيستيرية كده.
غير انها فضلت في الغرفة متبهدلة في قسطرة ومحاليل وابر ملهاش لازمة، وكل ما اكلم دكتور يقولى علشان هي مش بتاكل، طيب تاكل ازاى وانتوا بهدلتوها كده، طيب نشيل القسطرة علشان متزودتش التهاب وتبهدلها اكتر، كان ردهم القسطرة دى بتتشال على باب المستشفى، ولقيتها كمان مش بتقف.. يقوليلى حنعملها جلسة علاج طبيعى، وفعلا بعتوا واحد ولما قعدت تصرخ علشان خايفة منه قعد 5 دقايق ولقيت في الحساب محاسبة على جلسة علاج طبيعى كامل، المهم بدون تفاصيل كتير لقيتنى بتحاسب حساب الملكين وبدل ما انا داخلة بامى عندها حاجة واحدة، لقيتنى مستلماها عندها حاجات كتير اوى انا مش عارفة حعلاجها منها ازاى.

المشكلة بقي مش في الفلوس ولا الرعاية الطبية اللى اقل حاجة يتقال عليها انها سيئة، المشكلة احساسك انك بتتهان بفلوسك من شوية بنى ادمين محسوبين على الدنيا دكاترة، وهما عديمى الرحمة والإنسانية ومش اكتر من تجار، وللأسف التجارة بقت بارواح الناس وحياتهم واستنزاف نفسى ومادى.

وفى الاخر دول ملايكة الرحمة وجيش ابيض واحنا لازم نسقفله، حسبى الله ونعم الوكيل في الأشكال الضالة عديمة الإنسانية متبلدة المشاعر، وان شاء الله يشوفوا اللى بيعملوه في الناس في أهلهم وذوييهم ويتحرق قلبهم عليهم زى ما بيعملوا في الناس.

تحياتى
أ/ هند مراد






                                                          

Friday, June 19, 2020

العيشة فى زمن الكورونا

اليوم المائة والسادس وستون
العيشة فى زمن الكورونا
يمكن نكون كلنا زهقنا من الكلمة، تصحى الصبح كورونا .. تنزل الشغل كورونا .. صاحى كورونا نايم كورونا .. التلفزيون كورونا والسوشيال ميديا كورونا.
وانا كمان كاتبة عن الكورونا، بس خلينا نتكلم عن الكورونا النهاردة بشكل مختلف، يعنى مش حقولكم البسوا كمامات وخليكوا فى البيت، ولا حقولكم سيبوا مسافة، لا انا حتكلم عن الكورونا بشكل مختلف شوية، حتكلم عن دروس كتير مننا اتعلمها فى زمن الكورونا، ويمكن انا اكون واحدة من الكتير من دول.

اولا فى عالم البيزنس، اتعلمت أن اللى عايز يشتغل حيشتغل، حيفكر وحيلاقى حلول تخليه موجود حتى لو المنتج أو الخدمة اللى بيقدمها مش مطلوبة أو الطلب قل عليها حيعرف يبتكر فكرة تخليه مختلف وتزود الطلب على المنتج أو الخدمة بتاعته، واتعلمت كمان أننا ينفع نشتغل من البيت عادى وبنفس الكفاءة ومش لازم اكون موجود فى مكتب ولابس formal و متأنتك ومضيع نص عمرى قدام المرايا، اتعلمت أن ال meetings اللى ضيعنا فيها عمرنا نستنى مديرين معقدين نفسيا بيلطعونا بالساعات بعد مواعيد العمل علشان يتكلم ساعة فى حاجات مملة وبعيدة عن Core of business أو لمجرد أنه يحسسك انك موظف عنده ومتاح ليه فى اى وقت، ممكن ال meetings دى تتعمل اون لاين فى ربع ساعة عادى وفى ميعادها، أو حتى لو حتكون ملطوع حتبقى ملطوع فى بيتكم، ومش مضيع وقتك فى انتظار ملوش لازمة.

 اتعلمت أن الناس اللى كانت مؤمنة أن ال digitalization هو الحل وأن اللى معندوش Online presence أو حلول تكنولوجية صح هو فى طريقه للاضمحلال أو التلاشى، وان الكلام ده حقيقى مش خيال علمى زى ما كنا فاكرين، لا ده بجد وبحق وحقيقى بصوت سهير البابلي.

اتعلمت أن البيزنس بيهمه مصلحته اولا وفوق اى حد واى شىء، فى شركات كتير كانت خايفة على صحة موظفينها وبتتعامل معاهم على أنهم Assets الشركة وحياتهم تساوى حياة الشركة لأن الشركات بتبنى بافرادها واستثمار اى شركة الحقيقى، هو الاستثمار اللى بتستثمره فى العنصر البشرى اللى عندها، فلقينا شركات وذات أسماء معروفة وكبيرة بتشتغل بكامل قواها عادى، على الرغم من خطورة ذلك على موظفيها وكذلك قدرتها على العمل بحجم عمالة أقل لبعض الإدارات لديها أو قدرتها على تقسيمهم بنظام Shifts، ولكن لطمع هذه الشركات فى تحقيق المزيد والمزيد من المكاسب المالية قد أهملت العنصر البشرى والتى اعتقدت أنه يمكن الاستغناء عنه أو استبداله باخر، وقد يعلم مديرى بعض الشركات بوجود إصابات لديهم، ولكن لخوف هذه الشركات الغلق ولو ليوم واحد لفقد عائد وحصيلة هذا اليوم، قد تخفى هذه الإصابات ويتجنب فقط المديرين الاختلاط دون أن يعلم بقية الموظفين شيئا عن هذه الإصابات التى ربما قد تكون قريبة منهم جدا، ونرى هنا اختفاء الضمائر لتحقيق مكاسب مالية فقط على حساب أرواح الموظفين، الذى يقال فيهم قصائد شعر عند تحقيق مكاسب مالية للشركة من ورائهم ولكن إذا تعب هذا الموظف فهو لعنة على الشركة أو المؤسسة التى يعمل بها.

اتعلمت كمان أن كورونا كانت فرصة لكثير من الكفاءات أنها تطور من نفسها وتتعلم تشتغل على Softwares، و Platforms جديدة وتواكب التغيير اللى بيحصل حواليها، وشوفت كمان موظفين كتير استقالوا واشتغلوا freelancers، وبدل ما كان تحت رحمة شركة مقدرتوش، لا ده بقى بيشتغل فى شركة واتنين وتلاتة، ودخله زاد كمان ومهاراته اتسعت بشكل كبير واتسعت معاها كمان دايرة علاقاته.

اتعلمت انك حتى لو كنت على درجة مدير، وكل معلوماتك عن الإدارة انك تكون متسلط وتدى أوامر لغيرك والموظفين اللى تحت ادارتك من غير ما تعرف تشتغل الحاجة بايدك، انك كده بتبنى طريق فشلك بنفسك وانك بتتاخر مش بتتقدم، وفاضلك حابة وتموت مهنيا.

الكلام بتاع ان فى وظايف حتختفى وناس حيستغنى عنها ب robots ده انا حاساه أنه قريب اوى، علشان كده لازم تتعلم حاجة advanced فى مجالك أو لو المجال بتاعك حيصبح من الحفريات، يبقى لازم تعمل Career Shift  بسرعة وتكون عندك القدرة على التكيف ومواكبة التغيير بشكل مضبوط، وفكرة انك معاك more than language or advanced computer skills، دى مبقتش ميزة وبقت حاجة عادية الناس ابتدوا يتعلموا حاجات كتير مختلفة زى ال Artificial Intelligence و ال Machine Learning علشان يكونوا مستعدين صح للمستقبل اللى هو برده بايد ربنا.

اتعلمت أن حتة فيروس لا يتعدى حجمه ال ١٢٥ نانومتر، ولا يرى بالعين المجردة شقلط مفاهيم كتير وقرب حاجات كتير عمرنا ما كنا نتخيل انها تحصل.

وللحديث بقية عن العيشة فى زمن الكورونا

تحياتى
ا/ هند مراد





Friday, May 8, 2020

الإدارة بالبركة والإدارة بالصدفة

اليوم المائة وخمس وستون
الادارة بالبركة والإدارة بالصدفة

 فى حياتنا العملية بتعدى علينا ناس ومواقف وحاجات كتير، وكل اللى احنا بنشوفه كل يوم فى شغلنا من اول ما بنشتغل بيكون عندنا حاجة اسمها خبرة، ويوم على يوم و موقف على موقف ودايرة الناس اللى بتوسع كل يوم، ومن سنة إلى سنة بتكبر الخبرة اللى بنكتسبها، لكن ساعات بيستوقفنا ناس، الناس دى بتكون شاغلة مناصب كبيرة ورغم منصبها إلا أنها ناس فاضية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يعنى منصب كبير ولكن غير مثقل باى خبرة... طيب ازاى الناس دى وصلت للمناصب اللى هى فيها واللى للاسف كتير منهم بيكون أصحاب شركات معروفة ويمكن تكون الشركة ناجحة وواخدة حصة سوقية كمان كويسة.

هنا بقى بيجى عنوان موضوعنا النهاردة وهى الإدارة بالبركة والإدارة بالصدفة، طبعا فى بينهم فرق يعنى، فالإدارة بالبركة دى مثلا ان واحد بيكون ربنا كارمه بناس شاطرة حواليه ويمكن يكون هو المعوق ليهم، يعنى يفضل يحشر نفسه فى تفاصيل شغل الناس دى بحكم منصبه ويدى قرارات غلط من اولها لاخرها، ويعدل على شغل الناس اللى تعبانة فيه وفاهمة اكتر منه لمجرد أنه يبان مختلف وأنه بيدى أوامر أو لمجرد إرضاء شعور داخلى جواه أنه صاحب كل حاجة ولازم يحط التاتش بتاعه، ويمكن مع اضافاته الجميلة دى يضيع تعب واحد ويحبطه، بس مش مهم اهم حاجة أنه يكون بين للى تحته أنه بيفهم اكتر منه وأنه اذكى واحد فى الوجود علشان هو صاحب الليلة والهيلمان ده كله وأن اللى تحته هو مجرد حاجة وممكن يغيره فى اى وقت، وتلاقى بقى النوع بتاع الإدارة بالبركة ده لما حد يسأله ايه سبب نجاحك لازم يفخم فى نفسه الاول وبعدين يشكر فى اللى حواليه وقد ايه هو بيهتم بيهم  وبيمكنهم فى شغلهم وان الشركة بتاعته دى ملكية عامة وكل الموظفين شركاء فيها، وهو بس لو حد عمل حاجة مش على مزاجه أو ضد أفكاره حيطيره فى ثانية.

نيجى بقى للنوع الثانى، وهى الإدارة بالصدفة، ودى بقى افضل مثال ليها هو الورث أو التركة، يعنى انا ماشى فى حالى كده واذ فجأة بابا مشى وسابلى شركة أو مؤسسة ادورها بمعرفتى، وانا ولا بفهم فى حاجة ولا اعرف حتى ادور عربية مش شركة وناس وهيصة.
وفى الغالب النوع ده من الناس اللى بتدير بالصدفة، بتبقى شخصيتها ضعيفة وبتخاف من الموظفين اللى بيفهموا وفى الغالب بيسمعوا كلامهم، على عكس الناس اللى بتدير بالبركة، بيكونوا بجحين وعندهم ثقة بالنفس وحب تسلط غريب، وعلشان كده التعامل معاهم بيكون اصعب من اللى بيدير بالصدفة.

وعامة سواء اتعاملت مع اللى بيدير بالصدفة أو بالبركة لازم تفهم أن مش دى الادارة، الادارة دى علم ومهارة أو بمعنى أدق هى مهارة مثقلة بعلم فمينفعش واحد يبقى عنده مهارة الإدارة بس فينفع يدير ناس أو يكون عنده علم الإدارة بس، فلازم الاتنين مع بعض.

واحب اطمنك انك مهما زادت عدد خبراتك فى اماكن كتير جدا، حتلاقى نفسك مقابلتش المعادلة بتاعت العلم والمهارة دى الا قليل اوى، علشان كده لما تلاقى حد بيعرف يدير بجد حاول على قد ما تقدر انك تقرب منه وتتعلم منه، ولما تحب تاكل عيش بس خليك مع بتاع الإدارة بالصدفة ده احسن من الحاج بركة.

وتحياتي
هند مراد


Saturday, March 14, 2020

مبروك بقيت مدير





اليوم المائة و الرابع و ستون

مبروك بقيت مدير

بقالك اكتر من عشر سنين شغال، وعمال تطنطط من شركة لشركة لحد ما ربنا كرمك واخيرا ثبت فى شغلانة واثبت نفسك فيها وهووووووب بقيت مدير، فرحان اوى بالمنصب وأنك بقيت مدير، والمدير رايح والمدير جاى وهيصة.

بس استنى كده شوية، انت مش حاسس ان كلمة مدير ديه مسؤولية و تكليف اكتر منه منصب يفرحك ويخليك تتغر، لو فكرت بعقلك شوية فانت حيكون تحتك مرؤوسين و ناس كتير عددهم كبير أو قليل بس انت حتتسال عليهم قدام شركتك وقبل شركتك، فأنت حتتسال عليهم قدام ربنا، يعنى لو ظلمتهم يا ويلك يا مرارك من عذابك.

وعلشان كده اول ما تترقى، فكر وتأنى وتريث قبل ما ياخدك غرورك وتفرح بالكلمة.
نصايحى ليك، بسيطة ومش مكلكعة وسلسة وان شاء الله لو عملتها حتكون مدير ناجح وعادل في نفس الوقت:

اولا: أسمع من كل الموظفين بس فى حدود: يعنى ببساطة كده اسمع لموظفيك بنفس القدر ومتفضلش انك تسمع من ناس على حساب ناس، يعنى اسمع بالتساوي وخليك حيادي في الفرصة اللى بيكلموك فيها، وتجنب اى احاديث منمقة او احاديث شخصية لان ده المدخل اللي يدخلك بيه الموظف المنافق والموظف العصفورة وأنواع تانية من الموظفين اللى انت بايدك حتسمح لهم إنهم يخلوا بيئة العمل غير صحية و مليئة بالأمراض النفسية والأحقاد ونشر الإشاعات بالمؤسسة أو الشركة اللى بتشتغل فيها.

ثانيا: جنب عواطفك فى الشغل، يعنى بلاش علشان مثلا موظف عندك بيحب الاهلى وانت زملكاوي يبقى الموظف ده وحش ولا تتجنب تسمعه أو تتجاهله فى مواقف شغل هو محتاجك فيها.

ثالثا: شجع الناس اللى تحتك، يعنى لما موظف يعمل حاجة كويسة اشكره بشكل فردى وقدام زمايله كمان، صدقنى ده مش حيقلل منك حاجة ويحفز الموظف انه يدي أحسن ما عنده، لأنك قدرت تعبه ومجهوده اللى عمله.

رابعا: خليك واقعي، يعنى مثلا لما حد من الموظفين يجى ينقلك حاجة لازم تعوده انه ينقلها موثقة ومتديش فرصة لحد انه يتكلم على حد ولكن لو على حساب مصلحة الشغل يبقى لازم يكون معاه ادلة، كمان تكون واقعي وانت بتوزع الشغل على الموظفين على حسب قدراتهم وامكانيتهم، ومش على مزاجك الشخصى وتحط اهداف واقعية يمكن تحقيقها في إطار زمني معين ومتحطش أهداف خيالية مستحيل تحقيقها.

خامسا: خليك قدوة حسنة، يعنى متقولش على حاجة لحد انت نفسك مش ملتزم ببها، زى انك بتكره الناس اللى مش ملتزمة بمواعيدها، و انت نفسك مش بتلتزم بمواعيدك و بتحضر الإجتماعات متأخر، دى أكتر حاجة ممكن تهز صورتك قدام الناس اللى حواليك.

سادسا: خليك صاحب قرار، يعنى مينفعش اى موظف يلجا لك علشان تحلله مشكلة فى الشغل ومتساعدوش، يعنى مثلا لو موظف عندك قالك ان مرتبه أتأخر، لازم ترفع السماعة على مسؤول الموارد البشرية وتفهم السبب وتحاول تساعده باى شكل لحد ما يقبض مرتبه، صدقنى بالشكل ده الموظف اللى تحت إدارتك حيحترمك وانت بكده بتبنى بينك وبينه ثقة، تخليك بعد كده لو طلبت منه أي حاجة في نطاق الشغل إنه يعملها كما ينبغي.
سابعا: واجه أزماتك مع موظفيك، يعنى لو في أزمة في الإدارة اللى انت مديرها مينفعش ترمى كل الحمل على الموظفين اللى أنت بتديرهم، لازم تاخد جزء من المسؤولية في مواجهة الازمة وتساعد الموظفين لحد ما الازمة دى تمر.

ثامنا: ابعد عن فكرة التسلط والمركزية، مش معنى إنك مدير أنك تكون متسلط ومتشبث بأرائك وقرارتك بالعكس المدير الناجح هو اللى بيشارك الناس في القرارات الهامة وبيحسسهم بقيمتهم وبتأثيرهم في الشركة ونجاحاتها، والمركزية بتخلى الموظفين اللى تحتك فاقدى الثقة بأنفسهم وغير مؤهلين لفرص الترقي في المستقبل.

تاسعا: نقل المعلومات: المدير الشاطر الواثق في نفسه، هو المدير اللى بيشارك وبينقل المعرفة والعلم اللى عنده للناس اللى حواليه ويعلم الناس اللى تحت منه، وافتكر دايما إن خيركم انفعكم للناس، فلازم تسيب بصمة تميزك عند الناس اللى حواليك وتنقل ليهم معرفة وعلم، وخلى بالك إن الرزق بايد ربنا وإنك لما بتساعد الناس ربنا بيكرمك وكفاية لما تمشى وتروح حتة تانية الناس اللى كانت معاك تفتكرك بدعوة حلوة، ربنا يجعلها في صالح اعمالك باذن الله.

عاشرا: دافع عن حقوق موظفيك، للأسف الغالب في الوطن العربى إن المدير يدافع عن مصالح الشركة وأصحاب الشركة دون النظر إلى حقوق الموظفين، وده بيقلل من احترام الموظف للمدير وللشركة ككل، فخليك دايما حيادى بأنك تتكلم عن مصلحة الموظفين وتهتم بها كمدير زى ما بتهتم بمصلحة الشركة.

وفي النهاية وبعد  الصايح اللى أتمنى انها تفيدك كمدير، احب اقولك كلمة أخيرة تلخص كل النصايح دى وهى

 (اتقى الله في مرؤوسيك فستحاسب عليهم فردا فردا).

تحياتى
هند مراد

Monday, January 20, 2020

البشر متحولون


Image result for ‫اقنعة البشر‬‎

اليوم المائة و الثالث و ستون
البشر متحولون

فى يوم شتا كئيب و أنا قاعدة بفكرفى موضوع أكتبه علشان بقالى كتير مش عارفة أكتب، أو علشان أكون أوقع مش عارفة أفكر أو حاسة إنى فى حاجات كتير المفروض أكتب فيها، بس دايما الحاجات اللى بتيجى فى بالى أفكار شوية سلبية، و مش الافكار اللى سلبية إنما أبطال المواضيع هى اللى سلبية، و من هنا جاتلى فكرة موضوع النهاردة، موضوع الأبطال، البشر اللى حوالينا و بنحتك بيهم و بنقابلهم و اللى ممكن يخلوا حياتنا أحلى أو يخلوها أوحش.

بس و أنا بأبتدى أكتب مرت عليا حياتى و مواقف كتير أوى فيها، و من أصعب الحاجات اللى ممكن أى حد يمر بيها هو تغير الناس، و تحولهم من أشخاص بصفات و طبائع إحنا عارفينها و متعودين عليها إلى أشخاص غريبة بكل اللى فيها و كأنك بتتعامل مع الشخص اللى إنت متعود تتعامل معاه على إنه إنسان غريب عنك، إنسان متعرفوش قبل كده و بتكتشفه لأول مرة و سواء كانت الفترة اللى إتعاملت معاه فيها كانت صغيرة أو كبيرة، إنما فعلا بتحس إن الإنسان ده عمرك ما شوفته ولا قابلته فى حياتك.
بس الحقيقة اللى حتتصدم بيها دايماً، إن البشر متحولون، لإنهم عبارة عن مشاعر، جوة أى حد مننا مشاعر خير و مشاعر شر، و ساعات بيكون الظاهر من شخص مشاعر الخير، و بيبان إنسان لطيف و لفترة طويلة حتى، لحد ما يجى موقف معين يبتدى القناع اللى لابسه الشخص ده يختفى و يظهر واقع الشخص و أصله و يظهرلك بدون أى تجميل، يظهر زى ما هو كده، أنسان بمشاعر و صفات إنت عمرك ما شفتها فيه قبل كده، إنسان ممكن يبيعك فى أى لحظة و علشان اتفه سبب.

إنت بقى هنا كمان مش بتبقى إنت، يمكن من الصدمة إنت كمان بتتحول، بتبقى بتبعد عن أى حد بيحاول يقرب منك، بتبقى محتاج اللى قدامك يثبتلك مليون مرة إنه مش زى اللى قبله، و إنه مش حيحول عليك، وإن الوش اللى ظاهر بيه قدامك، ده وشه هو مش قناع ملبوس و حيقع كمان فترة، مرحلة صعبة أوى من الإختبار بتحط فيها أى حد حيتعامل معاك بعد صدمتك الاولى، و دايما بتتوقع الاوحش.

بس الواقع إن إنت كمان متحول، يعنى مشاعرك مش ثابتة، يعنى إرجع شوية لورا كده، حتلاقى فى حاجات كتير كنت بتحبها، و دلوقتى مبقتش تحبها، فى حاجات كنت بتكرها و دلوقتى بتحبها، علشان كده و إنت بتتعامل مع أى شخص لازم تحط فى دماغك إنه بشر، يعنى عنده مشاعر و المشاعر دى متغيرة و بطبيعة الحال إن الشخص مع الزمن حيتغير، فلازم تدرب نفسك على الصدمات و إن ممكن حتى حد قريب منك أوى يتحول عليك و تقدر تشوف الكلام ده فى محاكم الاسرة،و مكاتب العمل، فجوزك اللى كان بيقولك إنتى اجمل واحدة فى الكون واقف قدامك دلوقتى فى المحكمة علشان يفاصل فى النفقة اللى مفروض تخديها، و مديرك فى الشغل اللى كنت بتشتغل عنده بمنتهى الامانة و الإخلاص و كان دايما بتباهى بيك قصاد كل الموظفين، بيطلب منك تستقيل علشان أدائك فجأة مبقاش عجبه، و إخواتك اللى من دمك و كنتوا بتاكلوا فى طبق واحد كلهم واقفين قصداك بيتهموك إنك اخد أكتر منهم فى الميراث و يمكن يرفعوا قضية ضدك و يسجنوك علشان شوية ورق.

فاللى قال الحياة مدرسة ده مكدبش، يعنى دايما و إنت عايش حتتعلم و تشوف أكتر، و مع كل درس لازم تبقى أجمد و متستسلمش و إعرف أن مش كل مرة الغلط من عندك و إن البشر بطبيعتهم متحولون.

تحياتى
هند مراد

Wednesday, December 25, 2019

شوربة عدس


اليوم المائة و الثانى و ستون
شوربة عدس

احلى حاجة فى الشتا، انك تلاقى نفسك ورا الشباك وماسك كوباية النسكافيه و لا الشاى و دماغك تسرح و تحن لحاجات كتير، نوستالجا من اللى بتضرب فى القلب، و بتبقى عندك كم احاسيس غريبة، ما بين انك سرحان ... فرحان.. هيمان... ..سقعان... بس الاحساس الأغلب اللى بيكون طاغى هو انك دفيان بذكريات كتير عندك.

و من اكتر الذكريات الحلوة اللي بتجيلنا فى أيام الشتا ، هى ذكريات العيلة و بيت العيلة، بيت جدتى الدافئ،  اللى هو بسيط و صغير و محندق، بس كبير اوى بمشاعره، بالدفىء اللى مش ممكن تحس بيه الا فى بيتها، بيت جدتى بزحمته، و ناسه الكتير إلا أنه قادر يحتوى كل الناس اللى فيه، و بنفس الدرجة، يعنى عمرك ما حتحس انك مهمل، يعنى رغم العدد الكبير الا فى البيت ده، بس انت اخد حقك، و فى أيام الشتا، احسن حاجة كانت بتعملها جدتى، هى شوربة العدس هى مش مجرد شوربة، هى طعم الدفا، اللى معمول بحب، طعم العيلة، احساس الامان و الحب، اللى متوزع بعدل غريب، عدل قادر ينسيك اى حاجة عندك و يشيل همك، رغم بساطة كل حاجة، إلا أن كل حاجة بتحسسك بأمان كبير، عمرك ما تحس بيه حتى لو عايش فى قصر و حواليك ١٠٠ واحد بيحرسوك.

طبق الشوربة بتاع جدتك، اراهنك لو حد عرف يعوضه، و لو بتاكل احلى و اغلى اكل فى العالم، عمره ما حيكون فى طعم معلقة شوربة واحدة من ايد جدتك، اصل مش بالفلوس و الله، إنما بأصالة النفوس.

رغم انه مش قصر و بيت عادى جدا، إنما احسن عندك من ميت قصر، دفىء و حنية جدتك و صبرها و تجميعها لكل الناس اللى حواليها، احساس بجد بتفتقده جدا بعد ما رحلت عن الحياة، و راح معاها لمتنا، راح معاها معنى العيلة، يعنى بفتكر مثلا فى وجود جدتى، عمر ما حد مننا كان بيزعل من التانى، و لو حتى حصل، كان عندها قدرة شديدة على اقناع اى حد أنه ما يزعلش من التانى، و مش بس كده لا أنه كمان مفيش حد يفكر يبعد عن التانى و لو يوم واحد.

نتجمع كلنا حوالين فرن بسيط جدا بإمكانيات على قدها، و تبتدى تعمل معجنات الحب و المحبة الجميلة، و فطائر الرأفة و الالفة، تجميعة تكسر اى شتا و تحس انك فى أغسطس فى عز طوبة، و وقت بيعدى ما بيتحسبش و مش عايزه يروح، و ريحة غريبة، ريحة العيلة و القلوب الصافية و النوايا الطيبة.

العيلة اليوم بقى عيلة مودرن بيكلوا باتيه و ياكلوا جاتوه و ياكلوا فى بعض عادى، بيهربوا من اى فرصة ممكن تجمعهم مع بعض، بيخافوا حد فيهم يبص للتانى، بيداروا على بعض الفرح و بيفقروا فى وش بعض، و كل واحد بيعلى على التانى فى همه و يدارى فرحه علشان انت شريك فى الهم بس، هى دى قواعد العيلة المودرن ، و بيخلقوا ١٠٠٠ عذر ليوم واحد حيتجمعوا فيه، المهم الشتا حلو من ورا الشباك اوى و جدتى الله يرحمها هى و جميع اجدادنا و جداتنا، احلى ذكرى ممكن تيجى فى بالك مع اول شتواية بتتفرج عليها من ورا الشباك و تضحك و تدعيلها و تروح تعمل شوربة عدس يمكن تضبط المرة دى و تطلع زى بتاعت جدتك.

تحياتى

هند مراد

ليه الظالم عايش حياته وأنا بتعذب

  اليوم المائة وواحد وسبعون ليه الظالم عايش حياته وأنا بتعذب   مجرد إني بتكلم فى موضوع الظلم والظالم بحس بجد بغيظ جامد اوى وإني مخنوقة جدا و...