الإدمان

اليوم الثامن

الإدمان

جربت إنك تتعلق بحاجة أوى لدرجة إنك مش قادر تتخيل إنك تعيش من غيرها، على فكرة مش شرط الحاجة ديه تكون حاجة بتتشرب أو بتتاخد علشان تبقى مدمنها، الإدمان ده هو تعلقك بأى حاجة بشكل هوسى و زيادة عن اللزوم، بشكل يخليك مش عارف تستغنى عن الحاجة ديه.

على فكرة كمان ممكن اللى إنت تبقى متعلق بيه ده مش حاجة يعنى يكون شخص، و ده الإدمان اللى حتكلم عليه النهاردة،

مش عارفة حد ممكن يكون جربه و عاشه و لا لأ، بس هو زى إدمان المخدرات، يعنى بيكون حاجة كده فى أولها حلوة جدا جدا و بعدين زي ما بنشوف فى الأفلام بيكون نهايتها وحشة أوى حتى لو كان الإدمان ده بشكل شرعى، خلينى أشرحلكم ببساطة.

يعنى لما حد يعجب بحد و يحس إنه مشدود ليه أوى، فيبتدى يقرب منه و يتكلم معاه و بعدين يرتاحله و فجأة كده و بدون أى مقدمات تلاقى الإعجاب ده إتحول لحب، لحد هنا الدنيا بتكون حلوة وفى ورد و قلوب وعصافير بتصوصو و نجوم فى السما، و كل واحد بيحاول يظهر أحسن ما فيه علشان الطرف التانى يتشد له و يفضل معاه علطول و المرحلة ديه أحلى مرحلة فى الحب لإن ساعتها بتحس إنك طاير فى السما و بتحب الحياة و مقبل عليها و إن فى هدف كبير أوى إنت عايش علشانه وهى إنك تسعد الإنسان اللى معاك و تخليه قريب منك دايما، و يمكن كل ما تقرب منه أكتر بتحس إنك مش عايز حاجة تانية بجد من الدنيا و تفضل تقرب تقرب تقرب.

لما قربك ده يتحول لشكل مرضى، اللى هو يعنى إنت فعلا بقى عندك هوس باللى قدماك و مش عارف تعدى لحظة إلا ما يكون الشخص ده معاك، هنا بقى بيظهر الإدمان، و تقبل الطرف التانى ليك وقتها هو اللى بيحدد إذا كانت العلاقة ديه حتكمل و لا لأ.

زى بالضبط الناس اللى بيشربوا مخدرات بيكونوا دايما عايزين فلوس علشان يشتروها، و لما تخلص و ميقدروش يشتروا بيفضلوا يتعذبوا و يتصرفوا بطريقة هيسترية لحد ما يأخدوا الحاجات اللى بتهديهم و يفضلوا فى الدايرة ديه لحد ما يموتوا أو يفوقوا لنفسهم تانى.

فالطرف التانى بيكون زى الفلوس و بيكون هو اللى متحكم فى العلاقة، زى ما الفلوس بتتحكم فى المدمن بالضبط، و ده طبعا حاجة وحشة جدا لأن مهما كان درجة حبك للى قدامك متخليهوش أبدا يكون مسيطر عليك و بيحركك، مش لأنه وحش بالعكس لأن الحياة اللى الطرفين فيها بيحبوا بعض بنفس المستوى بتكون حياة مستقرة نسبيا.

طب فى ناس كتير حتقولى، إزاى موصلش نفسى لمرحلة الإدمان فى الحب و ديه أكيد حاجة مش حقدر أسيطر عليها، لإنها ببساطة كده مشاعر و أحاسيس بتتحس بالقلب مش بالريموت كنترول يعنى.

 أنا بقى أرد على الناس ديه و أقولهم:

ربنا خلق لنا عقل زى ما خلق لنا قلب بالضبط و المفروض وظيفته إنه يفكر و يوزن الأمور و المواقف اللى بتمر علينا كل يوم، يعنى مثلا هو حضرتك ليه مبتنزلش بالبيجامة كل يوم الصبح تروح الشغل، مع إنك ممكن تنزل بيها عادى على فكرة، حضرتك مبتنزلش بيها لإنك عندك عقل بيقولكك إن كل مكان بتروحه ليه اللبس بتاعه، و ده اللى أنا عايزة أوصلهولكم بالضبط، إنت ممكن تتحكم فى مشاعرك زى ما بتتحكم حتلبس إيه مع الفارق طبعا.

يعنى ببساطة كده لما تكون فى مرحلة الإعجاب بحد، فكر بعقلك كويس فى المرحلة ديه و إدى لنفسك وقت متتسرعش فى مشاعرك، قلبك بيدق و معجب بيه أوى .. ما جراش حاجة على فكرة.. بس فكر أو فكرى هو إيه الهدف من التعلق بالإنسان ده، يعنى ححبه كده و خلاص و لا ممكن ده يكون شريك حياتى فى يوم من الأيام .. طب لو حيكون شريك حياتى.. هل هو مستهال فعلاً .. هل هو كمان عنده نفس المشاعر اللى عندى.. و تبتدى تراقب تصرفاته.. بيبادلك نفس المشاعر.. مهتم زيك.. بيتكلم فى حوارات مستقبلية.. و لا بيتسلى و بيضيع وقت و خلاص.. لازم كمان تتأكد هو شايفك إزاى.. و أبوس إيدك لو كنتى بنت بلاش تتدلقى و تقعى على وشك.. خليكى تيقلة شوية و دايما شغلى أغنية سعاد حسنى يا واد يا تقيل.. بجد أنا مش بهزر .. الصمت و التقل أحيانا بيعملوا جاذبية كده من نوع خاص و يا ريت نسمع أكتر ما بنتكلم علشان نقدر نفهم اللى قدامنا أكتر.

و أوعى تشيلى أو تشيل هم لسنك، الكلام ده قديم جدا و بص حواليك حتلاقى ناس ممكن يتجوزوا و هما عندهم 60 سنة عادى، نصيبك موجود عند اللى خلقك بس إستعمل عقلك صح و إنت بتختار.

و ربنا يسعدكم جميعاً بحياة حلوة مع ناس تقدركم و تحبكم و تصونكم لإن غير كده بجد خليكم لوحدكم أحسن، لإن وجع القلب ده أكبر وجع فى الدنيا.

صباحكم حب و تفاؤل

تحياتى

هند مراد