الفراق

اليوم الثانى عشر

الفراق

صباح الخير والسعادة عليكم كلكم، هو موضوع النهاردة صعب شوية على قلبى وأنا بكتبه يمكن حتى إيدى على Keyboard  مش ضابطة أوى وعمالة أكتب بالعافية، بس كان لازم أواجه نفسى و أتغلب على أى شعور ممكن يخلينى أحس إحساس وحش و أحسن حاجة بعملها لما بحس بحاجة حتى لو كانت وحشة إنى أكتب، علشان أنا قبلت التحدى، قبلت أتحدى نفسى وأبقى أقوى بإذن رب العالمين.

طبعا من إسم الموضوع، إنتوا إفتكرتوا إن الفراق اللى أنا بتكلم عليه هو الفراق بين إتنين كانوا بيحبوا بعض، بس أنا حتكلم عن الفراق اللى بجد، الفراق اللى بيوجع ويحرق القلب من جوة، الفراق اللى يخليك مش عايز حاجة من الدنيا، اللى يخليك تفقد معنى الحياة.

ربنا يعفى عنكم جميعاً، بس بجد هى أوحش حاجة ممكن تحصل لحد إنه يفقد حد عزيز عليه و ميشفهوش تانى، حتكلم عن تجربة مريت بيها وربنا يحفظلى كل أهلى و أحبتى يا رب، بس لما خالى الكبير إتوفى، الخبرلوحده كان كفيل يخلينى مش مستوعبة أنا فين، كمان ساعتها رجلى حصلها حاجة غريبة ومكنتش قادرة أقف عليها خالص، لإن خالى ده أنا كنت متعلقة بيه أكتر من بابا حتى، هو كان ملاك ماشى على الأرض، يكفى إنى أقولكم إنه توفى وهو بيصلى الفجر فى المسجد، و كان بجد مثل للطيبة، كرم الأخلاق، السماحة، الحنية، القلب الطاهر، هو أنا يمكن فى فترة من حياتى كنت مجنونة شويتين تلاتة و مبيعجبنيش كلام حد و ليا أفكار غريبة كده زى كل حد مراهق لسة معندوش تجارب فى الحياة، بس سبحان الله، خالى ده كان أكتر حد بيعرف يحتوينى و يطبطب عليا و يتكلم معايا، يمكن أنا وقتها مكنتش ببين له قد إيه أنا بحبه ، بس أنا بقوله دلوقتى أنا بحبك أكتر حد فى العالم وعارفة إنك سامعنى و حاسس بيا كمان و أنا اسفة علشان علطول كنت تعباك معايا بمشاكلى وجنانى المستمر.

الموضوع صعب بجد، إنى أكتب الأحساسيس ديه، بس حكمل، الأصعب بقى العزى بتاعه، أنا شفته وهما بيصلوا عليه وهو فى الكفن معرفتش ساعتها أقف بجد وحسيت إن روحى بتروح و مش عارفة أتنفس، مع إنى كنت أجمد حد فى اللى كانوا واقفين كلهم وعمالة أسكت فيهم و أصبرهم بس مقدرتش أتحمل.

بعدها روحت البيت و أنا مش عارفة إزاى كل ده حصل و إزاى يعنى مش حشوف خالو تانى، بس قررت أعمل حاجة، إنى أقوم أصلى وأدعيله، كمان خدت على نفسى عهد، إن  كل ما خالو يجى فى بالى أقوم أصلى وأدعيله من غير ما فكر، الموضوع كان فى الأول صعب لإن وأنا بصلى ساعات كتير مكنتش بقدر أركز فى الصلاة من كتر الزعل، فقررت أعاقب نفسى فى عقلى الباطن و أقول لو مركزتش، صلاتى مش حتكون مقبولة و ربنا مش حيتقبل منى دعاء، مش متأكدة من المعلومة بس أنا قررت إنى أقول لنفسى كده و أقنعها كمان، و إن كده أى حاجة حلوة بعملها لخالو مش حتروحله، و مع الوقت إبتديت أهدى شوية و أشوف الموضوع بشكل مختلف.

أشوف ان كل واحد فى الدنيا ديه ليه عمر و العمر ده عند ربنا بس، وهو اللى عارفه، و أكيد ربنا بيكون ليه حكمة إنه يخلينا نفقد حد عزيز علينا، أنا مش حديك نصايح و أقولك المفروض تعمل إيه، لإن بجد الموضوع ده بالذات بيكون صعب و خارج مقدرة أى حد إنه يتحكم فيه. بس أنا مثلا، بفتكر كل حاجة حلوة خالى عملها ليا و حنيته معايا و بقول هو دلوقتى عمال ياخد حاجات حلوة على قد ما كان مستحملنى و مستحمل جنانى، ده غير إنه كان ملاك، فإن شاء الله يكون قاعد مبسوط وفى حتة حلوة أوى كمان.

ربنا بيحبنا كلنا و لما بياخد حاجة مننا، بيعوضنا بحاجة تانية حلوة، وربنا يخليلكم كل الناس اللى بتحبوهم ويحفظهم من كل شر و يرحم الناس اللى ماتت و اللى إن شاء الله يكونوا فى حتة أحلى بدعائنا ليهم و برحمة اللى خلقهم.

و إدعوا معايا

اللهم إرحمنا فوق الأرض و تحت الأرض ويوم العرض عليك و إرحم موتانا جميعا برحمتك يا أرحم الراحمين.

تحياتى

هند مراد