الوحدة

اليوم الرابع و الستون
الوحدة
يشعر الكثير منا ببعض من الغربة عند الجلوس وحيدا مع نفسه، كما يهرب الكثير من ذلك لتفادى مواجهة نفسه و معاتبتها، فكم يؤلم شهور العتاب عندما يكون موجها من نفسك إلى نفسك و كم من أسى اذا واجهتها و كانت نفسك غير منصفة لنفسك، و كم من ضجيج تشعر به فى وحدة من هذا النوع.

و بينما يهرب البعض من الوحدة، يهرول لها أصحاب القلوب الصافية و يجد فيها ملاذه، فيفتخر بكونه صادقا معها. و ارقى أنواع الصدق هو الصدق مع النفس،  عندما تحدث نفسك و لا تجد ما تعاتبك عليه، و ليس لأنك ملاكا و إنما لأنه لا يوجد من فعل حتى و إن كان خطأ لا تواجه نفسك به، و لا تبرر لنفسك افعال ارتكبتها، فكل منا يرتكب خطأ و إن كان صغيرا، و التصالح مع النفس حتى مع ارتكاب الحماقات شعور جميل و الحديث مع النفس باستمرار، يشعرك بقوة لأنك أن استطعت أن تواجه نفسك بكل عيوبها، فلا شىء و لا أحد سيهيبك بعد ذلك، فكم ممتعا ذلك الشعور بالقوة و السلام الداخلى مع النفس، و النفس الحائرة و الضعيفة هى التى تهرب من المواجهة، تهرب لانها تهاب نفسها و تريد أن تزين حتى نفسها لنفسها.

فكم مرة جلست وحيدا و استعدت بعض من المواقف و أعدت تقييمها و أفادك ذلك، بالتأكيد فعلتها مرة أو بضع من المرات، سيرى البعض هذا جنونا، و لكن النفس اللوامة، هى نفس نقية تقية و صافية لانها ارتكبت خطأ و لم تدعه يمر مر الكرام، إنما لامت نفسها و تأثرت و تعلمت أن الخطأ يولد خطأ و اتخذت درسا مستقبليا لعدم تكراره.

الخلاصة، ليس دائما الإنسان الوحيد انسان يتجنبه الناس، فقد يكون هو من اختار ذلك، و لذلك فقد وجب علينا احترام خصوصية ووحدة الآخرين و عدم التطفل عليها.

تحياتى
هند مراد